|


منصور ناصر الصويان
المباريات في أبها والباحة
2021-01-11
للمرة الأولى في تاريخ الدوري السعودي لكرة القدم يحصل أن تشارك ثلاثة أندية دفعة واحدة من المنطقة الجنوبية في دوري المحترفين، وهي أندية “أبها من أبها ونادي ضمك من خميس مشيط ونادي العين من الباحة”، وهذا يُحتم على بقية أندية الدوري اللعب مباراة واحدة على الأقل في ضيافة هذه الأندية المذكورة.
ويتساءل الكثيرون من متابعي كرة القدم حول التأثيرات التي قد تطرأ على الأداء عند مواجهة هذه الأندية على ملاعبها في المناطق المرتفعة. ترتفع أبها حوالي “2200م” عن مستوى سطح البحر، في حين ترتفع الباحة ‏”2270م” تقريبًا، وتعد هاتان المنطقتان من الأكثر ارتفاعًا على مستوى جغرافية المملكة العربية السعودية.
حظي التدريب واللعب في المرتفعات ونقص الأكسجين بالكثير من النقاشات والبحث بين العلماء والباحثين لتحديد فوائد وأضرار التدريب في المرتفعات على الأداء في المنافسات التي تقام في المرتفعات أو على مستوى سطح البحر، ومع ذلك لا زالت البيانات محدودة عن تدريب كرة القدم، وكذلك المباريات الرسمية نادرة للغاية حتى بالنسبة للرياضات الجماعية الأخرى.
ومن خلال المتوفر من المعلومات، يتفق معظم الباحثين على أن التدريب والمنافسة فوق ارتفاع “2500م” يمكن أن يضر بالأداء الرياضي، لكن التأثيرات الفسيولوجية السلبية على اللاعبين المحترفين قد تكون أيضًا صغيرة للتأثيرعلى نتائج المباراة في كرة القدم. وتظهر الدراسات المعملية أن اللعب في المرتفعات يضعف أداء التحمل، ومن تلك الدراسات التي بحثت في هذا الشأن دراسة فحصت تأثير الارتفاع على أداء كرة القدم خلال كأس العالم 2010. المباريات لُعبت على أربعة مستويات مختلفة من الارتفاع، وأظهرت النتائج أن المنتخبات كانت تغطي 3.1 في المئة أقل من إجمالي المسافة التي تم تغطيتها خلال المباريات التي لعبت على ارتفاع “1200ـ1400م و1401ـ1753م” مقارنةً بمستوى سطح البحر. مؤشرات المهارات الفنية بما في ذلك عدد الأهداف المسجلة في المباراة والأخطاء التي ارتكبها حراس المرمى والتي أدت إلى تسجيل الأهداف في شباكهم لم تختلف مع الارتفاع. وخلصت الدراسة إلى أن لعب كرة القدم فوق ارتفاع “1200م” كان له آثار سلبية على التحمل وليس على المهارات الفنية خلال مباريات كأس العالم.
يمكن مواجهة الآثار السلبية لنقص الأكسجين جزئيًا من خلال فترة تأقلم مع الارتفاع والتحضير الغذائي الجيد، وبما أن جدول الدوري لا يُمكّن الفرق من السفر بفترة أسبوع أو أسبوعين للتأقلم فيمكن أن يكون السفر لمكان المباراة خلال 24 ساعة التي تقام فيها المباراة حلًا للمحافظة على الإيقاع الحيوي للاعبين وعدم الدخول في اضطرابات الساعة البيولوجية.