|


د. حافظ المدلج
إنقاذ VAR
2021-01-12
حين بدأ العالم بتطبيق تقنية “الفيديو مساعد الحكم”، استبشر الجميع خيراً باختفاء أخطاء التحكيم التي عصفت بلعبتنا الجميلة وغيرت نتائج المباريات ومسار البطولات، فكان تأثير خطأ الحكم يحسب بملايين الدولارات حين يحرم فريقاً من تحقيق البطولة، ويصل لمليار دولار حين يحرم منتخباً من التأهل لكأس العالم، لكن التقنية لم تنجح في إلغاء الأخطاء، بل جاءت بأخطائها الجدلية التي أشعلت الساحة الرياضية محلياً وعالمياً فوجب “إنقاذ VAR”.
في مختلف دول العالم حين تنتهي المباراة، يتم تشريح قرارات الحكم والتقنية المساعدة له عبر محللين يختلفون بين مؤيد ومعارض لبعض القرارات، والسعودية ليست استثناء من النقاش الدائم حول أخطاء التحكيم التي أثرت على نتائج كثير من المباريات، وهو أمر لم يعد مقبولاً مع وجود تقنية الفيديو مساعد الحكم التي تحولت إلى خصم فوجب علينا “إنقاذ VAR”.
اقتراحي اليوم مجرد فكرة أطرحها عليكم لمناقشتها وتطويرها لعل فيها الحل لمشكلتنا الأزلية، فالوسط الرياضي فقد ثقته في الحكم السعودي لأسباب شرحتها في مقالات سابقة، وعودتها تحتاج للوقت وكفاءة الأداء وطرح الإعلام الذي يعزز عودة الثقة لنتمكن من “إنقاذ VAR”.
أقترح الاستعانة بمجموعة من الحكام الأجانب المتقاعدين حديثاً لإدارة غرفة VAR بحيث يقيمون في السعودية بشكل دائم طوال الموسم الرياضي، ونحن بذلك نحقق عدداً من الأهداف، أولها إخراج الحكم السعودي من دائرة الشك التي أصبحت أسطوانة مشروخة يرددها بعضهم، وثانيها الاستفادة من خبرة الحكم الأجنبي المتقاعد في تقديم الدورات المفيدة للحكم المحلي، وثالثها توفير التكاليف المالية لسفر وإقامة الحكم الذي يحضر لإدارة المباراة ويرحل بعدها، وآخرها تقليل الأخطاء بسبب تركيز هؤلاء الحكام على عملهم بشكل يؤدي إلى “إنقاذ VAR”.

تغريدة tweet:
سينجح الاقتراح بإذن الله إذا تم الاهتمام بنوعية الحكام الذين يتم اختيارهم بحيث يكونون من حكام النخبة الذين اعتزلوا التحكيم قبل موسم أو موسمين، لأن ذلك يضمن توفر اللياقة البدنية والذهنية المطلوبة لحكم تقنية الفيديو مساعد الحكم، كما يشترط عزلهم عن المؤثرات الإدارية والإعلامية والجماهيرية وغيرها، وذلك لضمان عدم تأثرهم بالضغوطات التي تمارس على الحكم السعودي وتؤثر فيه، وأخيراً أتمنى التنسيق في “فيفا” لضمان جودة الاختيار والقرار بإشراف المظلة العليا لكرة القدم بإذن الله، وعلى منصات إنقاذ التحكيم نلتقي..