أحمد الحامد⁩
كلام في الفن
2021-01-17
لا أعتقد أن هناك من شاهد على اليوتيوب في الأيام القليلة الماضية حجم مشاهداتي، تنقلت ما بين الأغنية والأفلام والشعر، وعشت حالات مختلفة ومتناقضة، ضحكت على “إفيهات” الأفلام المصرية، وطربت على مجموعة من الأغنيات القديمة والحديثة، ودخلت عالم الحزن والألم بعد سماعي العديد من القصائد والأغاني العراقية، حيث الحدة القصوى في كل شيء، في اللهفة والأشواق، في وصف نكران الحبيب، في الوعيد، وفي تعظيم الشاعر لصفات نفسه، سأكتب لكم عن بعض ما اصطحبته من رحلتي “اليوتيوبية”..
ـ الفنان الكبير حسن حسني شريك رئيسي في نجاح العديد من الأفلام المصرية خلال العشرين سنة الماضية، وكان وجوده في أفلام أحمد حلمي ومحمد سعد “اللمبي” وهاني رمزي ضرورة لا بديل عنها، وإلا لكانت النتائج مختلفة لتلك الأفلام، لأنه وبلغة صنّاع الكوميديا كان “يفرش” أي يحضّر المشهد للنجم لكي يؤدي دوره بأفضل صورة يتمناها الطرف المقابل، وهذه مهمة لا يستطيع تنفيذها سوى الفنانين الكبار، تماماً مثلما كان يفعل زين الدين زيدان عندما كان يمرر الكرة لتيري هنري، جاهزة وسهلة ومريحة، ومثلما كان يمرر مارادونا إلى خورخي بورتشاقا، حسن حسني في العشرين سنة الماضية كان يمثل بنصف ما عنده، ومن يسأل عن النصف الآخر سيجده في “زوجة رجل مهم” بطولة أحمد زكي وميرفت أمين، وسيجده أيضاً في “البريء” وفي “الكرنك”، في هذه الأفلام وإن لم يأخذ حسن حسني أدواراً رئيسية إلا أنها تُظهر الخامة الذهبية لهذا الفنان الكبير.
ـ الأغنية العراقية طابعها حزين كما هو معروف، وهذا الحزن ما هو إلا انعكاس لظروف الناس طوال عشرات السنوات الماضية، خصوصاً في الجزء الجنوبي من العراق، وهو الجزء الذي أخرج للأغنية العراقية معظم الشعراء والملحنين والمطربين البارزين، الذين صنعوا الأغنية السبعينية، وهي فترة توصف بالذهبية، وخلال الأيام الماضية في رحلتي اليوتيوبية اكتشفت أن الأغاني العراقية التي تعبر عن الفرحة والسعادة قليلة جداً جداً، بل أقرب لأن تكون نادرة، لذلك اشتهرت معظم هذه الأغاني “السعيدة” لمجرد أنها مختلفة وذات إيقاع راقص مثل “يم العيون السود” لناظم الغزالي وأغنية “دار الزمان وداره” لسيتا هاكوبيان، وأغنية “مواعد حبيبي” لمي وحيد، أحياناً تنجح الأغنية لمجرد اختلافها عن السائد. وهذا لا يعني أنها ليست بأغنية جيدة.