|


رياض المسلم
«أوايسس الرياض».. لا تكفي
2021-01-22
لو مكّنت القطاعات الأكثر أنينًا في زمن كورونا من الحديث، لنطقت أولاً “الترفيه والسياحة”، فلقد وجّه الجنرال “كوفيد 19” ضربات قوية لها، وأخفى الابتسامة التي ارتسمت على محيّا أهل الأرض، قبل أن تعود تدريجيًّا في بعض الدول، لكن سرعان ما انتكس حالها بعد أن حصل الجنرال “الفيروس” على رتبة الـ 20.
في السعودية، ولاسيما في العاصمة الرياض، شكل موسمها الذي انطلق في أكتوبر 2019، علامة فارقة في “الترفيه” ليس في داخلها فقط، بل تخطى الحدود حتى وصف بأنه أحد أفضل المواسم الترفيهية في الشرق الأوسط على مدار التاريخ، وقبل أن ينتهي الموسم الأول تساءل الكثير عن موعد انطلاق النسخة الثانية، قبل أن تفرض الجائحة كلمتها على سكان المعمورة وتوقف كافة الفعاليات..
جربنا في الحجر المنزلي أن يكون الترفيه عن بعد من خلال برامج وحفلات أطلقتها الهيئة العامة للترفيه، لكن “الشاشة” وحتى إن حصلت على أكبر عدد من البوصات فلا تغني عن الخروج والاستمتاع بالترفيه على أرض الواقع، ويكون ملموسًا..
في مثل هذه الأيام تعيد خاصية ذكريات تطبيق “السناب شات” مقاطع الفيديو والصور لمن حضر موسم الرياض في نسخته الأولى، صديقي بجاني يتابعها ويقول: “هل سيأتي يوم وتعود هذه الفعاليات من جديد”.. وقبل أن أجيب يرد على سؤاله، واستغربت ما الفائدة إذًا من سؤالي، ويقول: “لا أظن أنها ستعود مرة أخرى، أشعر بأن هناك من أصابنا بعين الحسد”.. فقلت له بأن هناك فعالية “أوايسس الرياض” فأجاب بأنها لا تكفي..
سعت الهيئة العامة للترفيه وبمبادرة من رئيسها المستشار تركي آل الشيخ أن تواجه الجائحة وتعيد وميضًا من موسمها الأول بتدشين فعالية “أوايسس الرياض”، لم أتمكن من زيارتها لكن الانطباعات التي تصلني بأن فيها رائحة من الموسم التاريخي، وهي جهود تشكر عليها الهيئة التي أحكمت القبضة على الوباء في الفعالية من خلال تطبيق الإجراءات الاحترازية بشدة، وعلى الرغم من أن الفعالية تمد ثلاثة أشهر، إلا أن الحجوزات لها تبدو صعبة ولا غرابة في ذلك كونها الوحيدة وخاضعة للإجراءات الاحترازية والأعداد المتفق عليها..
يقودني تساؤل بعد نجاح الهيئة في تشديد الخناق على الجائحة.. لماذا لا تعمل على تدشين عدد من الفعاليات في مواقع عدة ولا تكون بالعدد ذاته في الموسم الأول، لكن بنسبة أقل، فنحن ندرك بأن حجز مغادرة “الفيروس” لا يزال “انتظار”، لكن لا يمنع من الفعاليات الترفيهية “المنضبطة” صحيًّا في مواقع مختلفة لتلبي الاحتياجات الكبيرة..