|


رياض المسلم
في الأربعين.. عشقت ماجد
2021-01-26
ما إن نقترب من نهاية الثلاثينيات حتى ندخل في متاهة “أزمة منتصف العمر”، فنختزل معها ما مضى ونفكر فيما سيأتي ويمرّ من أمامنا شريط حياتنا، فنتحسر على مشاهد ملونة جميلة صبغناها باللون الأسود، وكم تمنينا أن تكون لدينا جرأة المخرج العالمي كريستوفر نولان لنصرخ بكلمة “ستوب” على القرارات والآراء التي اتخذت في زمن “عاطفيّ”..
تابعت لقاء ماجد عبدالله أسطورة الكرة السعودية في برنامج “طارق شو”، وكأني أشاهده للمرة الأولى، كنت مبتهجًا على تعليقاته، ومستمتعًا بعرض هدفه مع المنتخب السعودي الأول في مرمى الصين في نهائي كأس آسيا 1984م، وصفقت لكسره صيني تلو الآخر لحين أجهز على الطقم كاملاً وكأني أشاهده للمرة الأولى..
لا أخفي سرًّا أنه في السابق عندما كان يعرض هدف لماجد أبحث عن أي وسيلة إلهاء تجنبني مشاهدته، فكنت من الذين اختاروا الوقوف في الجانب المضاد عندما يأتي النقاش حوله في فترة ماضية، فكان للميول حينها تأثيرها ولغة العاطفة مقدّمة على العقل..
دخلت في صراعات وجدل واسع مع مناصري ماجد، محاولاً إثبات أن المهاجمين الذين أميل لهم أفضل منه، فكسبت بعض المعارك لكني خسرت الحرب، ففي منتصف التسعينيات الميلادية أخرجني المعلم من الفصل بعد أن احتدم نقاشي مع أحد الماجديين، وفي بداية الألفية قاطعت زملاء في الكلية بسبب قناعتهم بأن ماجد عبدالله هو الأفضل، وخرجت من الاستراحة في يوم إجازة بعد أن أحضر أحدهم جهاز فيديو حاملاً معه فيلمًا، وقبل أن يدخله في الجهاز قال “حياكم على الليلة الماجدية”.
أدرك بأن في ذلك الزمن كان لعامل السنّ دور في جعلي والكثير من المضادين لماجد غير منصفين له، ونحاول أن نبرهن أنه ليس المهاجم الأول في الكرة السعودية حتى بعد اعتزاله، لكن الحقيقة الدامغة والتي يجب أن نعترف بها الآن، أن ماجد هو رأس الحربة الأول في الكرة السعودية منذ تأسيسها وإلى يومنا الحالي، ولم يخرج مهاجم يهدد مكانته..
والمتتبع لأسماء المهاجمين في المنتخب السعودي السابقين أو الحاليين لم يصلوا لما بلغ ماجد.. فنعم في الأربعين أقرّ بأني كنت مخطئًا في السنوات الماضية وسأضطر حاليًا إلى مشاهدة أهداف النجم الكبير مرة أخرى بعين المنصف..

ختامًا..
علينا أن نكون صادقين في آرائنا ولا تتحكم العاطفة في طرحنا، فقد نندم يومًا على حجب حقائق بسواتر شفافة يمر من خلالها النجوم كالسهم كما فعل ماجد عبدالله.. فشكرًا أبا عبدالله على كل ما قدمته للكرة السعودية لاعبًا، ولأصدقائك اللاعبين رئيسًا، وللمجتمع مستثمرًا..