|


إبراهيم بكري
مهاجمة الحكام تشوه دورينا
2021-01-26
‏مع نهاية كل مباراة في دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين مشهد مهاجمة الفريق الخاسر لحكم المباراة ومحاصرته من المدربين واللاعبين يعكس منظرًا غير حضاري في دورينا.
‏هذا السلوك تحول من تصرفات فردية إلى ظاهرة جماعية تلجأ لها جميع الفرق دون استثناء، في محاولة للضغط على لجنة الحكام في الاتحاد السعودي لكرة القدم لمعاقبة الحكم أو حرمانه ‏من إدارة مباريات أخرى لهذا الفريق المعترض على قراراته.
‏‏بالرغم من أن قانون كرة القدم منح الحكم حصانة في الدفاع عن نفسه أمام مثل هذه الاعتراضات المبالغ فيها، من خلال إنذار أو طرد المعتدين وحرمانهم بفرض عقوبات إضافية من خلال تدوين كل ما بدر منهم في تقرير المباراة، لتمارس لجنة الانضباط والأخلاق دورها في حماية الحكم ومعاقبة كل من تجاوز، ‏لكن للأسف الحكم السعودي لا يستخدم هذه الصلاحيات التي تحميه لأسباب نجهلها، ما جعل جميع الفرق دون استثناء تتجرأ عليه لأنها تدرك أن حكامنا لن يعاقبوا أي أحد اعترض عليهم بهذا الأسلوب الشديد، الذي يساهم في فقدان قضاة الملاعب الهيبة، وتهتز ثقة الجماهير فيهم لأن المشهد يظهر لنا أن شخصياتهم ضعيفة أمام هذه التجاوزات.
‏لست هنا ضد أن تطالب الأندية بحقوقها أو أن تعبر عن غضبها عندما تتعرض لأخطاء تحكيمية عطلت مسيرتها في الدوري، لكن هناك إجراءات حضارية من خلالها تستطيع الأندية المطالبة بحقوقها من خلال مخاطبة الجهات ذات الاختصاص، بدلاً من التجمهر في وسط الملعب ومهاجمة الحكام بعد كل مباراة.

لا يبقى إلا أن أقول:
‏كل ما أخشاه أنه في ظل التساهل بعدم معاقبة المخالفين المعتدين على حكام المباريات بعد كل مباراة بأسلوب غير حضاري يثير التعصب بين الجماهير الرياضية، أن يتحول الاعتداء اللفظي إلى الاعتداء على الحكام جسدياً في المستقبل لأنه كرة الثلج تتدحرج وتكبر يومًا بعد يوم، ‏والفئات السنية سوف يقلدون اللاعبين الكبار، لكن بسبب صغر سنهم قد يتجاوزون في الاعتراض إلى أشياء غير محمودة.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.