|


سامي القرشي
جمعية أصدقاء الفار
2021-01-26
أصبحت تقنية الفيديو أو ما تسمى بـ VAR واقعًا عالميًّا لا مفر منه، وجزءًا من المنظومة التحكيمية لكرة القدم لا يمكن التراجع عنها بأي حال من الأحوال، وبات نجاحها إلزاميًّا في كل دوريات العالم وبأمر من الفيفا، كمرجعية نجاح لا يعد إنجازًا وليس خاضعًا للمزاج.
عندما أقرت تقنية الفيديو كان الهدف واضحًا وهو دفن هوامش الأخطاء البشرية، والتي تذهب بمجهود وأموال الأندية وتطير بأحلامها حتى باتت غرفة التقنية هي من يقود المباريات تحكيميًّا، وفق بروتوكولات تهتم بالتفصيل العميق والحفاظ على الوقت والاختيار الدقيق..
في كل دوريات العالم المشاهد يرى ما يراه الحكم على شاشة الـVAR، أما نحن فلا، وفي كل الملاعب يبت في الحالات في لحظات، وأما نحن دقائق، وفي كل المنافسات يذهب الفيديو “بشكوك” الجماهير إلا في ملاعبنا، فإنه ينسف المؤكد ويؤكد المشكوك تمليك وصكوك.
من غير المعقول أن تكون مساحة الإنصاف للأندية قبل الـVAR أكبر وبكثير من بعده، وهو الدليل القاطع على أن طريقة استخدامه يعمها الجهل أو تحكمها المزاجية وإرضاء أصحاب الأصوات، ومن غير المعقول أن يكون حجم التأثير على النتائج بعده يفوق قبله وبكثير..
سبق وقلت ما فحواه إن دورينا قد صرف عليه الكثير ويحظى باهتمام القيادة، ويستحق أن يكون المستوى التحكيمي بذات القيمة، وإن اتحاد اللعبة يملك منتجًا فخمًا يجب أن يحافظ عليه وهذا لن يكون إلا بإعادة النظر في غرف الـVAR وإن قالوا جار القرار..
لنكن واضحين، فجدول الترتيب الذي نراه في دورينا وبسبب أخطاء الـ VAR وقرارات الحكام “المتناقضة” والارتجالية والاعتباطية، لا يعكس موقع الأندية فنيًّا، وما تقدمه داخل الملعب، بل ترتيب فرضته أخطاء الفيديو مع اختلاف نسب “الضرر”، زلق وينذر بالمطر.
من الخاسر ومن المستفيد الأكبر من الـVAR؟ قد يراه بعضهم سؤالاً جدليًّا يكشفه صراخ الأندية المتضررة حقًّا، وليست التي تذر الرماد وأندية لم نسمع لها صوتًا، طالما أن التقنية تسهل الصعب وتقرب البعيد وحال واقف بين صامت “مستفيد” ومتضرر ينتظر المزيد.
الشباب ثم الاتحاد ثم الهلال هي حقيقة مستفيد أكبر من تقنية الـVAR وسياسة إعلام تسير مع مثل شعبي قديم، يعتقد صاحبه أنه واع “أكل مع الذيب وصراخ مع الراع”، خطط استباقية وادعاء مظلومية لا تملك حين تسمعها إلا أن تركل الشيشة وتقول كذاب يا خيشة.
“جمعية أصدقاء الفار ليست مؤسسة وهمية، بل واقع تعيشه تفاصيل دورينا، اتحاد وهلال وشباب وسواهم بات حطبًا للحطاب”.