|


أحمد الحامد⁩
الضحك علاج
2021-01-29
الضحك ضروري في حياة الإنسان، وأهميته عندي تعادل أهمية النوم لصحة الإنسان.
كلما شعرت بالضيق ذهبت إلى ما يدعو إلى الابتسام والضحك، أظن أن هذا من باب دفاع الروح عن نفسها، لكي لا يدخل صاحبها في مراحل الحزن والكآبة.
كنت أفعل ذلك منذ أن كنت في بداية العشرينيات، حينها كنت في بدايات الشباب وكان أمراً عادياً إذا ما قمت بتقليد حركات من هم حولي، أو تقليد أصواتهم لمجرد الضحك مع الأصدقاء، لم أكن أعرف حينها أنني كنت أفعل ذلك أحياناً لكي أدفع الكآبة عني، لا أستطيع فعل ذلك الآن فقد تقدمت في السن، ومن غير اللائق أن أقوم بما كنت أفعله وأنا بهذا العمر، سأبدو مهرجاً، فمازلنا في مجتمعاتنا العربية نعتبر صناعة الضحك ضمن خانة التهريج..
بالأمس قرأت واستمعت لعشرات النكات، بقيت صامتاً حتى جاءت النكتة التي أضحكتني، ثم توالت النكات المضحكة ووجدت نفسي في حالة أفضل، لاحظت أن النكتة “الحلوة” هي التي تأتي بسيطة وقوتها في نهايتها المفاجئة: “وحده تقول: قلنا لولد عمي خلاص ودنا نتغطى عنك لأنك بتروح الثانوي، قال: اصبروا يمكن أسقط!”.
عالم الأسماء مليء بالنكات أيضاً، لأن الأسماء عندما تقرأ بصورة خاطئة تصبح مضحكة: “في إحدى العيادات كانت النساء ينتظرن أدوارهن، وفجأة خرج الممرض ونادى: شفاطة سالم، فردت إحداهن: شفاطة تشفط وجهك، اسمى: شِفا طه سالم”!
بعض النكات يصنعها مؤلفها بذكاء، خصوصاً تلك التي لا تتعلق بمرحلة أو حدث، حيث تبقى النكتة عشرات السنوات وتتناقلها الأجيال: “عصفور صدمته سيارة، أغمي عليه، نزل السائق بسرعة، شال العصفور وأخذه للبيت وعالجه وحطه بقفص، صحا العصفور لقى نفسه بالقفص، سرح العصفور وصار يفَكر وقال: يعني معقولة السائق مات؟ وأنا بالسجن”!
بعض النكات عبارة عن مواقف حقيقية طريفة مع أحدهم، بعد ذلك قد تنتقل النكتة وتسافر وتنسب لأفراد مختلفين، ومما ينسب للعالم التركي عزيز سانجاز الحاصل على جائزة نوبل، أنه بعد حصوله على الجائزة قالت له زوجته: أخرج القمامة يا عزيز، فقال لها: أنا حائز على جائزة نوبل، فقالت: أخرج القمامة يا عزيز الحاصل على جائزة نوبل..