|


عدنان جستنية
سوبر نصراوي بدون ركلات الترجيح
2021-01-29
الليلة تتجه أنظار كل الجماهير في البلدان الخليجية والعربية المهتمين باللعبة الشعبية الأولى في العالم ومنافساتها الكروية المشوقة والمثيرة نحو درة الملاعب، لمشاهدة تلفزيونية لمباراة السوبر التي ستقام بين النصر والهلال، في مواجهة ستنتهي بتتويج البطل باللقب وتسليم الكأس الذهبية من اليد الكريمة لوزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي حفظه الله.
ـ ما من شك أن لهذا السوبر حسابات خاصة جداً لا يمكن “تطنيشها” وتجاهل حقائق معروفة للجميع خارجة تماماً عن إطار الإعداد البدني والفني والاستعداد النفسي الذي قام به ألين وروزفان وخطط أخذت مساحة كبيرة منهما من التفكير والجهد بحثاً عن تحقيق الفوز.
ـ حقائق تتلخص في جماهير “لا ترحم” وهذه الرحمة تتجه صوب علاقة “تنافسية” كونت حالة من “الغيرة” الشديدة التي نرى تأثيرها البالغ عقب نهاية أي لقاء يجمع بينهما، وفق وقائع ملموسة حدثت في هذا الموسم والمواسم السابقة، حيث نجد أن كل طرف من جماهير الناديين وإعلامهما يرفض الاعتراف بالهزيمة وفوز الفريق الآخر، وبدلاً من الحديث عن القيمة الجمالية والفنية للمباراة، فإن الحديث يتجه مباشرة إلى النظرية “التآمرية” واتهامات بالظلم التحكيمي، الذي أهدى الفوز للنادي الذي له “حظوة” خاصة عند اتحاد الكرة أو لجنة الحكام أو الحكام أنفسهم، دون النظر للفرص التي أهدرت وأخطاء فادحة وقع فيها اللاعبون أو المدربان، أدت إلى الخسارة المؤلمة وقلوب “مكسورة” سقطت في وحل التعصب وضاعت منها الحقيقة.
ـ النظرية التآمرية من المؤكد ستحضر هذا المساء أثناء اللقاء عبر ردود أفعال سنراها في تويتر، وبعد نهاية السوبر بالبرامج الرياضية، وفي المقابل سيكون هناك “ضحية” أخرى بالنسبة للهلال، فروزفان ستجد من يطالب بإقالة “المفلس” والبحث سريعاً عن بديل للعجوز جوميز، وفي النصر إما أن يكون الأسطورة ماجد عبد الله هو المتسبب في ضياع البطولة أو المدير التنفيذي حسين عبد الغني بادعاءات أنه غض الطرف عن تجاوزات غير نظامية وجامل بعض نجوم الفريق، بما “يصادق” على كلام ماجد عبد الله الذي عادة ما تكون آراؤه سليمة.
ـ إذن نحن الليلة موعودون بمباراة لها أكثر من وجه، مباراة على أرضية الملعب ومباريات أخرى ستشاهدونها عبر منصة “تويتر”، من خلال البرامج الرياضية، أما من سيكسب السوبر فإنني أرى النصر في الزمن الأصلي للمباراة، وإذا انتهت بالتعادل فالبطولة هلالية بركلات الترجيح، أما مباريات خارج الملعب فالفوز سيكون من نصيب المتأثر بالنظرية “التآمرية”، فمن المؤكد سوف نستمتع بصراعات إعلامية أكثر من استمتاعنا بالسوبر السعودي.