|


سعد المهدي
ماذا فعل الحكم في السوبر؟
2021-01-30
ما جرى مساء البارحة في سوبر الهلال والنصر انتهى إلى نتيجة لم ترض الخاسر، إنما لا أعلم وأنا أكتب هذه الزاوية قبل بدء المباراة، إذا كان سبب عدم الرضا نتيجة أخطاء تحكيمية كالعادة، أم غيرها، إلا أن طاقم التحكيم الإيطالي الذي أدار المباراة، قد غادر مساء اليوم إلى بلاده وأقفل ملف المباراة، وترك لنا الجدل حولها إلى حين.
من يطالب بألا يدير الحكم السعودي مباريات الدوري بالنسبة لي، لا يختلف عمن سيفكر في يوم ما أن يستبعد اللاعب السعودي من اللعب ويقصره على المحترفين الأجانب، لأن منظومة اللعبة في البلاد لا تكتمل دون الحكام واللاعبين والمحليين والمنشأة، وتبقى المشاركة الأجنبية في حدود الحاجة وعلى قدرها.
الطاقم الإيطالي إن نجح في إخراج “السوبر” خاليًا من الأخطاء المؤثرة، وبإدارة حققت متطلبات اللعبة من حيث السرعة والحفاظ على الوقت وسلامة اللاعبين، فهو بالتأكيد لن يخرج بصفر أخطاء، ولو لم يحدث ذلك لاخترعناها، لجعلها محل خلاف وفاء لتقاليدنا الكروية العتيدة، ومصدة أمام تندر أنصار المنافس.
الحكام الأجانب الذين يتم تكليفهم لقيادة مبارياتنا، في الأغلب هم من النخبة في أوروبا، وحكامنا المحليون أقل درجة في الخبرة والممارسة، وهو نفس الفارق بين لاعبينا والمحترفين الأجانب إلا ما ندر، لكن حكامنا يستطيعون قيادة كل المباريات، كما هم لاعبونا دون الأجانب، بشرط مراعاة هذه الفروقات عند التقييم.
مهنة التحكيم مهنة غير دارجة ولا جاذبة، لذا لا تجد في الغالب من يتقدم لها ممن نشأ في البيئة الرياضية وعاشوا في المجتمع الرياضي الصرف، وأكثر من يتقدم للالتحاق بها من لديهم طموح في الظهور وسط أضواء الملاعب ومع نجومها بفرص نجاح أسرع من ممارسة اللعبة والوصول عبرها، وهذا ليس عيبًا، لكن إذا ما ضبط بشروط توازن بين ما سيقدمه، وما يمكن أن يأخذه.
مباراة “السوبر” إن ظهرت بأخطاء غير مؤثرة فهو من حظ الناديين، وإن عكس ذلك فهو من حظ حكامنا، لتأكيد أن جميع الحكام يقعون في الأخطاء أيضًا، لكن يجب ألا يكون حكمنا نحن على كفاءة التحكيم في ملاعبنا، خاضعًا لرضا الأندية أو الحكام، بل التقدير الصحيح لموقف التحكيم الحالي، والعمل المستمر للتقويم والمساندة والمساءلة.