|


طلال الحمود
تنمر وعنصرية
2021-01-30
تعرضت الشركات المالكة لمواقع التواصل الاجتماعي الكبرى، إلى انتقادات متواصلة بلغت ذروتها الأسبوع الماضي، حين تعرض لاعب تشيلسي الإنجليزي ريس جيمس إلى حملة إساءات عنصرية عبر حسابه في إنستجرام.
ما قاد النادي إلى إصدار بيان عاجل يستنكر فيه ما تعرض له مدافعه من تمييز وعبارات مسيئة، وصفها البيان بـ”التصرفات الخسيسة”. وجاءت هذه الحادثة بعد أيام من اجتماع بعض الوزراء مع نجوم كرة القدم في الدوري، لبحث الإساءات التي يواجهها اللاعبون وسبيل إيقافها.
ما حدث في بريطانيا يحدث في السعودية أيضاً، وسط صمت وسائل التواصل الاجتماعي وعدم اهتمامها بالتنبيهات التي يرسلها المستخدمون لإيقاف حملات التنمر التي تتضمن عبارات عنصرية وإساءات، يصل بعضها إلى التهديد بالاعتداء الجسدي، وهذه مخالفات تتعهد الشركات المالكة بمكافحتها من خلال سياسة صارمة لا وجود لها على أرض الواقع، بل إن أكثر مواقع التواصل التزاماً بشروط الاستخدام يحتاج إلى شهرين على الأقل للتحقق من الشكوى وحذف العبارات المسيئة، ما يعني حصول الحملات على الوقت الكافي لتنفيذ أهدافها من خلال حسابات مجهولة أنشئت خصيصًا لنشر إساءات معينة دون الاهتمام بتجميدها لاحقاً.
لا يجدي في كثير من الأحيان اللجوء إلى السلطات المحلية والمختصة بالجرائم الإلكترونية، لأن هذه الحسابات غالباً تقود حربها من الخارج نيابة عن أشخاص لا يستطيعون الظهور بهوياتهم المعروفة على وسائل التواصل الاجتماعي، ما يجعل مسؤولية إيقاف التنمر الإلكتروني تقع بالدرجة الأولى على هذه المواقع، خاصة أنها تمتلك البيانات الكافية لكشف شبكة الحسابات المسيئة وتجميدها بالسرعة المطلوبة، قبل أن تتفاعل وتحقق غايتها بالنيل من شخص أو جهة بعينها.
ويعاني الوسط الرياضي السعودي من انتشار التنمر في وسائل التواصل الاجتماعي بدرجة تصل إلى ارتكاب ممارسات تصنف على أنها جرائم إلكترونية، وكثيراً ما وصلت السلطات إلى أشخاص يكتبون ويسيئون من خلال حسابات حقيقية، غير أن أغلب هؤلاء كان دون سن الـ 16 عاماً حين قام بالإساءة دون الاهتمام بالعاقبة، خاصة أن اختبار الحقيقة سلوك يمارسه المراهقون في انتظار ردة فعل يحددون على إثرها موقفهم من إعادة الفعل نفسه أو التوبة عنه، وهذا يقود إلى أهمية توعية الطلبة في المدارس بكيفية التعامل مع وسائل التواصل لاعتبار أنها باتت الشارع الذي لا يسمح للصغير بالخروج إليه، دون اطلاعه على طريقة التعامل مع المارة وتنبيهه إلى المخاطر المحتملة من رجم الناس بالحجارة أو الإساءة إليهم لفظاً أو إشارة.