|


أحمد الحامد⁩
الله كريم
2021-01-30
أعلم بأن الحديث عن كورونا مزعج لبعضهم، ولا ألومهم، ولكن ما الذي أفعله أمام هذا السيل الجارف من الأخبار عن كورونا التي بات واضحاً بأنها بدأت جولتها الثانية، خصوصاً في أوروبا، دون أي اعتبار لكل ما فعلته في العالم في جولتها الأولى.
اليوم وأنا أتصفح موقعاً إخبارياً كان في الصفحة التي أقرأ منها 6 أخبار عن كورونا من أصل 8 أخبار، منها حرب اللقاحات بين بريطانيا وأوروبا، أظهرت الأزمة أن المثل العربي الشعبي “يا روح ما بعدك روح”، مثل عالمي، خصوصاً مع تحوّر الفيروس إلى أصناف مختلفة وأكثر شدة. سبحان الله. كان عندنا فيروس واحد قيل بإنه صيني وكنا في ضيق شديد منه، صار عندنا الآن فيروس بريطاني وآخر جنوب إفريقي، بالإضافة لفيروس السامبا البرازيلي، كان علينا أن نطبق مثلاً آخر صالحاً لما كنا فيه “امسك المربوط لا يجيك المفتلت”.. عموماً، تبَقى الفيروس الأسترالي لكي يصبح لكل قارة فيروسها “وما فيه أحد أحسن من أحد”.
في الأيام القليلة الماضية أغلقت عدة دول مطاراتها من جديد، وكأننا في بداية الجائحة، ولا أدري إن كنا فعلاً في بدايتها. كنت أظن بأن بمجرد اكتشاف اللقاحات سيزول الوباء، ثم اتضح أن تصنيعها سيستغرق وقتاً طويلاً، ووصولها إلى كل سكان العالم عملية معقدة. كما أن عدم وصولها إلى كل سكان العالم يعني أننا ندور في دائرة، والدائرة لا تنتهي..
منذ بداية الجائحة وأنا أتعلم منها، صحيح أنني نسيت بعض ما تعلمته عندما صارت هناك انفراجة وخرجنا من العزل، لكن الدرس الكبير الذي كشفته لي هذه الأزمة، أنني في هذا العالم مثل ريشة في الهواء، أو بحجم نملة أمام محيطات العالم. أنا الذي مشيت مغروراً على الأرض متوهماً قوتي، أجلس في منزلي وأتابع أخبار العالم لكي أتقصى الأخبار والتعليمات التي قد يكون أحدها ألا يُسمح لي بالخروج من البيت لأشتري فنجان قهوة..
أرجو ألا يكون ما كتبته محبطاً لبعضكم. قد تكون متابعتي للأخبار هي من صنعت القلق الذي أشعر به.. آمل ألا تكون هناك أمثال شعبية تصلح لما هو قادم، لا عليكم، معظم اللقاحات ناجحة، والمسألة مسألة وقت وصبر.. دمتم بخير.