|


منصور ناصر الصويان
الزيادة في اللاعبين الأجانب
2021-01-31
هناك العديد من التغييرات التي شهدتها الرياضة السعودية في السنوات القليلة الماضية، والمتتبع للحركة الرياضية على المستوى المحلي، يمكنه أن يعي هذه التغييرات.الكثير من الشواهد التي تدعم هذا التوجه وليس المجال هنا يتسع لحصرها، ولكن سأتخذ من تطوير دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين لكرة القدم محوراً لهذا المقال.
كان للقرار المفصلي بزيادة عدد اللاعبين الأجانب في دوري المحترفين السعودي للضعف ليصبح 8 لاعبين بدلاً من أربعة، الأثر الكبير في التحول الذي شهده الدوري أخيرًا. شهد تطبيق هذه الزيادة الكثير من التجاذبات والتباين حول الفائدة المرجوة من تدفق اللاعبين الأجانب للدوري السعودي. تبقى هذه الآراء والأطروحات تمثل أصحابها، وتعكس الرؤى الشخصية، وأحياناً تنبع من الميول أو العاطفة تجاه هذا النادي أو ذاك. نحن بحاجة لتوصيات ونتائج لدراسات وأبحاث أو لتحليلات إحصائية لمعرفة الآثار المترتبة على وجود هذا الكم من اللاعبين المحترفين غير السعوديين، بعيداً عن الآراء الشخصية.
ما يهمنا هو تأثير هؤلاء اللاعبين في اللاعبين المحليين وبالذات المواهب الصغيرة التي لم تأخذ الفرصة كاملة للعب على مستوى تنافسي كبير، ومدى امتداد ذلك التأثير على المنتخبات الوطنية وبالذات المنتخب الأول.
كما يجب علينا طرح بعض التساؤلات التي تحتاج إلى إجابة منطقية في هذا السياق، وهي: هل عدد اللاعبين المحترفين الأجانب مناسب لتطوير كرة القدم والأداء؟ أم أن العدد مبالغ فيه؟ هل مستوى جميع اللاعبين الأجانب يفوق مستوى جميع اللاعبين المحليين؟
هل المراكز التي يشغلها أولئك المحترفون الأجانب هي المراكز التي تعاني منها الأندية السعودية؟
وبالنظر إلى الجدل الحالي، فإنه من الواضح أن هناك قدرًا كبيرًا من القلق المحيط بأداء اللاعبين المحليين، في ظل زيادة عدد اللاعبين الأجانب. فهل يمكننا القول إنه بدلاً من أن تشكل هذه الزيادة تهديدًا للاعبين السعوديين فإنها قد تشكل دعماً كبيراً لهم؟ لا نختلف من النواحي الفنية على أن استقطاب لاعبين أجانب ذوي قيمة فنية عالية إلى الدوري السعودي يميل إلى تحسين مهارات اللاعبين المحليين، بالتالي الجودة الشاملة للدوري، لكن ليس كل هؤلاء اللاعبين الذين ينشطون حالياً في الدوري بذات الكفاءة التي يمكن أن تنعكس إيجاباً على تطوير اللاعب المحلي، ناهيك عن العدد الكبير “7” لاعبين. على أي حال يمكن القول إن اللاعبين الأجانب ضروريون لنجاح البيئة التنافسية للدوري، لكن وفقاً للنوعية، في حين أن التوازن ضروري لنجاح الدوري والمنتخب الوطني على المدى الطويل.