|


هيا الغامدي
«كفاية صبر»!
2021-01-31
بعد نهاية السوبر السعودي، الذي فاز فيه النصر على الهلال مستوى/ نتيجة، تذكرت ما كتبته بعنوان “ديربي السوبر”، وقد حدث ما توقعت وذكرت، بالذات على مستوى “الكيمياء” وقدرتها على إحداث فارق مع/ ضد الفريق.
العامل النفسي، وخطط الملعب عامل مهم لإنجاح لاعب كرة القدم “الصفاء الذهني/ التوازن الروحي”، لتحقيق النتائج الإيجابية، وقهر الخصوم، إضافة إلى لغة الجسد، وبالنهاية رأينا فريقين يسيران باتجاهين متعاكسين نحو البطولة.
ما قدمه النصر استمرارٌ لتألقه وصعوده الفني/ النفسي/ الذهني في المباريات الأخيرة مع البديل هورفات، والهلال مع رازفان تعادلات باردة “شامزة” بلا طعم. نأتي للسبب والمسبِّب، فأحيانًا نلقي باللوم على السبب، ونهمل المسبِّب، والمسبِّب أصل كل سبب ونتيجة، فمن زرع حصد، ومن اجتهد حصَّل، والمدرب مفتاح الفوز والخسارة، واللاعبون “السبب” مجرد أدوات. صحيحٌ أن الفوز والخسارة “نصيب/ قدر”، لكنه نتيجة بالنهاية، وعندما يتكرر الوضع، ينبِّئ عن خلل، ويجب أن نبحث عن مسبِّب. يقول السير أليكس فيرجسون: “المدرب السيئ، يجعلك تشتم كل اللاعبين”. وهذا ما ينطبق على رازفان واللاعبين، فمنذ تفرغه أخيرًا للتركيز على التحكيم والأحاديث الإعلامية، و”أنا غاسلة إيدي منه”، فهو مشتت بلا تركيز، أخذ الهلال معه للمنحدر الخطر! بداية من انسحاب الفريق من الآسيوية، مرورًا بالخروج من كأس الملك، وانتهاءً بالهزيمة في السوبر، مع النتائج السيئة في الدوري التي أفقدته الصدارة بعد نزيف النقاط والأداء المتذبذب. إذا كان المدرب لا يجيد قراءة الخصم، ولا يفاجئه بأوراق جديدة، ولا يستطيع معالجة الأخطاء وانخفاض مستويات اللاعبين/ توظيفهم بالشكل المطلوب، ولا يصنع مخارجَ/ حلولًا إدراكية، ويقتل المواهب الشابة ويهملها، فما فائدة الإبقاء عليه؟! التبرير أسلوب غير مجدٍ ولا تربوي، بل يجب الإصلاح والتقويم، واتخاذ خطوات تنفيذية لتغيير الوضع. النصر حينما شعر بالخطر غيَّر مدربه فيتوريا بهورفات المؤقت. انظر كيف غيَّر الكرواتي البديل شكل/ محتوى الفريق إلى النقيض! على الرغم من قصر المدة الزمنية مقارنةً مع رازفان! هورفات مدرب تكتيكي هادئ ذكي، سيَّر المباراة كما يريد. يقول: “لم آت للنصر لأعلِّم اللاعبين كيف يلعبون كرة القدم، فهم يعرفون، بل جئت لإعادة الروح إليهم فقط، وإذا حضرت الروح والثقة في نفوس اللاعبين، فسيفوز النصر دائمًا”. لا نرمي بالمسؤولية على اللاعبين، فقبلهم المدرب، ولا المدرب فقبله الإدارة التي لم تفعِّل دورها كما يجب بمحاسبة المدرب واللاعبين! المدرب استنفد طاقته، والهلال لديه بطولتان متبقيتان الدوري/ الآسيوية، وإن استمرت المجاملة والمكابرة والتبرير، فسيفقد كل شيء، ويخرج بخفي حنين. ليس المهم مَن يصل أولًا، المهم مَن يستمر إلى النهاية. ومثلث المسؤولية إدارةٌ ومدربٌ ولاعبون.