|


محمد الغامدي
البترسة مطلب الفرق
2021-02-03
كالعادة كرر الهلال مع كل خسارة يتلقاها من غريمه النصر اختراع مسببات وأعذار واهية، قد تنطلي على بعض جماهيرهم، والهدف من ذلك كله تخفيف وطأة الثلاثة وتأثيرها، فمرة شاهدنا حديثهم عن تشبع فريقهم، ومرة عن رازفان وأنه مدرب حافظ وليس فاهمًا، ومرة عن الحكام، وأخرى عن إصابة سلمان الفرج وتأثير غيابه.
كل تلك المسببات قد تقبل بحكم مراعاة للتنفيس عن مشاعر البعض والحالة النفسية التي يمر بها، والبحث عن أقرب مخرج للخسارة لكن أن تصطدم ببعض المتهورين في أطروحاتهم لتحميل لاعب النصر بيتروس إصابة الفرج، فهذه أمر يدعو للمحاسبة خاصة إذا تجاوز الطرح أدبيات الحوار والنقاش والتعدي بألفاظ جارحة وخارجة عن الأدب والذوق العام، ويبدو أنه كان الحل الأوحد والمناسب لمثل تلك الفئة التي اعتلت منابر إعلامية حتى خرجوا ببكائيات حتى أن بعضهم لم يتمالك نفسه ونال من اللاعب بكلمات مستهجنة في قناة خاصة، توقع أنه بامتلاكه لها أن يقول ما يريد دون حسيب أو رقيب.
نعود إلى هواة البترسة وهي مفردة أطلقها البعض من إعلامهم نسبة لبيتروس تعبيرًا عن أداء اللاعب وإيجاد مبرر ومحاولة لشيطنة اللاعب كما فعلوا في أحداث سابقة مع لاعبين كثر في النصر وغيرهم عندما لايجدون مبررًا للخسارة، ولكنه في النهاية رد عليهم في الملعب بالأداء والتسجيل وحتى باعتذاره المؤدب عبر رسالة رقيقة لزميله الفرج متمنيًا له الشفاء.
أما كيف تقنع هؤلاء أن النصر كان داخل الملعب فريقًا مبهرًا فهو لايرضون ذلك الحديث حتى لو كان النصر نال الإنصاف من المحايدين، فالفوز أسبابه ومسبباته وإن كان أولها العوامل المرجحة التي عادة للهلال حظوة فيها، وقد انتفت في السوبر، فالتحكيم وتقنيته كانوا في قمة مستواهم، ولاعبو النصر تغلبوا على كل الظروف التي عانوا منها سواء بغياب لاعبين مؤثرين أو عدم اكتمال عودتهم ونجحوا في إحداث توازن دفاعًا ووسطًا وهجومًا، فدانت السيطرة على مجريات اللعب، ولولا لطف الله لكان الهلال في خبر كان من جراء الفرص السانحة التي لم تستثمر بالصورة المطلوبة.
بالمناسبة مادام الحديث عن اللاعب بيتروس أجزم أن كل فريق في الدوري يمني النفس بوجود لاعب مثل نوعيته يملأ خانته، ويملك من الشجاعة والروح القتالية، والحماس المتقد، والتحكم في رتم اللقاء ليصنع ويسجل، وكل بترسة وأنتم بخير.