|


إبراهيم بكري
امنحوهم فرصة
2021-02-05
انقسم العرب حول “الكتاب” إلى جبهتين، قوم يقولون: “الكتاب باين من عنوانه”، والمختلفون مع أصحاب هذا القول لهم رأي مناقض فهم يعتقدون:
“لا تحكم على الكتاب من غلافه”.
العلاقة طردية ما بين القول الأول والثاني، السطحية والتعمق لإدراك المفاهيم الحقيقية للكتاب.
وفي هذا السياق أجد نفسي من المؤيدين لـ “المنفلوطي” الشاعر المصري الرصين شرح بمشرط الطبيب هذا القول في كتابه “النظرات” قائلاً:
“لقد جهل الذين قالوا إن الكتاب يعرف بعنوانه.. فإنني لم أرَ بين كتب التاريخ أكذب من كتاب “بدائع الزهور”، ولا أعذب من عنوانه، ولا بين كتب الأدب أسخف من كتاب “جواهر الأدب”، ولم أرَ من اسمه.. أعذب اسماً”.
ما يخص الكتاب يقاس أيضاً في الرياضة، لا يمكن أن نحكم على مستوى لاعب من بدايته، نحتاج أن نتعامل معه مثل القراءة، نتقمص الصبر ونحن نقلب الصفحات وأصبع السبابة بحنان يتحسس الورق، يعانق الحرف والكلمة حتى يصل لنهاية الفصول، وحينها نستطيع أن نكون منصفين في الحكم بأن الكتاب مفيد أم سخيف.

لا يبقى إلا أن أقول:
جينات الاستعجال وراثية في جسد الجماهير السعودية، الحكم على مستوى اللاعبين الأجانب في كثير من الأحيان يكون ظالماً، من المباراة الأولى يصدر حكم غير قابل للاستئناف بأنه لاعب موهوب أم سباك.
خسرت ملاعبنا كثيراً من اللاعبين الأجانب الذين نجحوا في أماكن أخرى، والسبب الرئيس أننا نريد “اللاعب باين من عنوانه”، لا تحكم على المحترف الأجنبي قبل أن يعيش فرصته كاملة، بيئة جديدة وثقافة مختلفة، ليس من السهل التأقلم معها في يوم وليلة.
في ملاعبنا كثير من التجارب التي تبرهن على عدم الاستعجال على اللاعبين الأجانب قبل منحهم الوقت الكافي لإثبات قدراتهم الفنية، على سبيل المثال عبدالرزاق حمد الله في بداية مشواره مع الفريق النصراوي، لم يستطع إقناع جماهير النصر وطالبوا برحيله، و لكن بعد الصبر عليه من الجهاز الفني نجح في كسب احترام الجميع من خلال مستوياته الفنية المبهرة، توّجها بحصوله على لقب هداف الدوري.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.