|


أحمد الحامد⁩
الموجة الثانية
2021-02-05
لا أحد يعرف تماماً إن كانت كورونا ستعيدنا للمربع الأول في موجتها الثانية، لكن دولاً صارت تصارع الموجة الثانية وتحذر من قسوتها، هذه المرة يتعامل العالم مع الفيروس بشيء من الخبرة، وبعتاد من اللقاحات، وبكثير من الأمل في أن يتم الالتزام بالتباعد الاجتماعي الذي يعتبر أحد أبرز نقاط ضعف الفيروس.
لا نريد أن نفقد أنفسنا ولا أحبتنا، لكن الممارسات التي تشير إلى عدم تنفيذ بعضهم للتعليمات الصحية، توّضح بأنهم لا يدركون الخطر تماماً وجديّة ما نحن فيه، لن يلتزم سكان العالم جميعاً بالتعليمات الصحية إلا بقوة القانون، وعندما تمس جيوبهم المخالفات المالية.
ما أضحكني رغم أن الأزمة مؤلمة ولا مجال فيها للضحك، ولكن ومن باب شر البلية ما يضحك، أن بعض الناس في دول مختلفة من العالم ينتقدون التجمعات ويلتقطون الصور للمجتمعين، في الوقت الذي يتواجدون هم أنفسهم في هذه التجمعات التي التقطوا لها الصور، هل يحاول كل من يفعل ذلك أن يبعد التهمة عن نفسه؟
ـ في إيطاليا التي عانت كثيراً في الموجة الأولى، حاولت بعض العصابات أن تستغل الأزمة، وقدمت بعض المساعدات في بعض الأحياء، لكي تصبغ على نفسها صبغة إنسانية، وأتذكر حينها أن بعض الإيطاليين أشادوا بما قدمته هذه العصابات، متناسين أنها عصابات، ولكن ولأن العصابة عصابة، لم تستطع أن تمنع جشعها في الاستمرار في ممارسة أعمالها الشريرة، حتى إن كان البلد يواجه ظروفاً عصيبة، العجيب أن المافيا الإيطالية مثلاً عبرت قبل أيام قليلة، عن انزعاجها من سيارات الإسعاف، وطالبت سائقي هذه السيارات بالتوقف عن إصدار أنوارها وصوت صفارات إنذارها للسائقين، لأن هذه الأصوات والأنوار تشبه الأصوات والأنوار التي تصدرها سيارات الشرطة، وهذا ما يربك رجال المافيا الذين يروجون للمخدرات، كما أنها تخيف الزبائن، وهذا ما يقلل من أرباحهم، المؤلم أن معظم سيارات الإسعافات كانت تنقل المرضى المصابين بكورونا.
ـ أسأل الله أن تنحسر الموجة الثانية سريعاً من كل الدول التي وصلتها، وألا تصل إلينا، ولكن وللاحتياط فيما إذا رأت وزارة الصحة أن تعيد الإغلاق، وعودة الموظفين للعمل من بيوتهم، إليكم “الزبدة” من الدراسة التي اطلعت عليها بالأمس، توصي الدراسة بارتداء الملابس الأنيقة أثناء العمل من المنزل، لأنها ترفع من الكفاءة والإنتاجية، وأشارت إلى أن العمل من البيت بالبيجاما ويقصدون كذلك “الفانيلة والسروال” يضعف التركيز، ويزيد من الضغوط النفسية، حفظكم الله.