أعتقد أن بعض القرارات الخاطئة التي ارتكبناها سببها قلة النوم، وليس سوء تفكيرنا. نعم كان سوء تفكيرنا موجودًا حينها، لكن سببه كان قلة النوم. هل سألني أحدكم عن تفسير ذلك؟ نعم، وأجيب بوصفي عالمًا خبيرًا. لا يحتاج العالم دائمًا إلى شهادة عليا ليُسمَّى عالمًا، التجربة الطويلة محصلتها علمٌ، وتراكم العلم عند الإنسان في مجال ما يصنع منه عالمًا، وأنا أصبحت عالمًا في هذا الشأن والحمد لله.
علميًّا، تنخفض القدرة العقلية عندما لا يحصل الإنسان على نوم كافٍ، كما أنه يصبح مكتئبًا، فأي قرار سليم إذًا ستتخذه وقدرتك العقلية منخفضة وتشعر بالاكتئاب؟! تقول مديرة شركة: إنها عملت طوال سنوات، ولساعات طويلة كل يوم، ولم تكن تحصل على النوم الكافي، مجرد أربع أو خمس ساعات فقط في اليوم الواحد، لكنها ومع هذا المجهود الكبير لم تحقق أي نجاح يذكر، وكانت تقاوم وشركتها للبقاء، ثم شعرت بالتعب، واستجابت لنداء الجسد، ونامت، ثم نامت، واستبدلت ساعات العمل السابقة بالنوم، وساعات النوم السابقة بالعمل، فماذا كانت النتيجة؟ نجاحٌ كبير بسبب قراراتها السليمة عقب صفاء ذهنها، وارتفاع قدرتها العقلية. أسوأ لقاءاتي الإذاعية التي أجريتها، كانت قدراتي العقلية حينها منخفضةً بسبب قلة النوم. هذا لا يعني أنني لم أكن سيئًا حتى بعد حصولي على النوم الكافي في باقي اللقاءات، لكن قلة النوم زادت من سوئي سوءًا! في إحدى المرات طلب مني أحد الزملاء أن أصلح بينه وبين أحد أصدقائه. أقنعني زميلي بأن لدي موهبةً في الكلام، ويأمل أن أستخدمها لإصلاح ما فسد بينه وبين صديقه. في ذلك الصباح الذي ذهبنا فيه إلى صديقه لم أحصل على النوم الكافي، وما إن جلسنا في بيت صديق زميلي، وبدأت الحديث حتى صرت أشبك الموضوعات بعضها ببعض، وأضع الكلمات في غير موضعها. حاولت أن ألملم حديثي، وفشلت، فاستسلمت، ووجدت نفسي أقول لهما: أنا لم أحصل على النوم الكافي، وأشعر بتشتت أفكاري. ثم ختمت كلماتي بالآتي: “انتوا أصدقاء من سنين وبينكم عيش وملح وعشرة طويلة... عيب عليكم متهاوشين على سبب تافه، إلا إذا كنتوا تافهين بالأساس!”. أثارت كلماتي هذه الضحك، وبعد أن ضحكا “طاح الحطب”، ونجحت وساطتي. لم يكن حديثي مناسبًا لمَن يريد أن يصلح بين الأصدقاء. كانت الرغبة في الصلح عندهما موجودة. هل يبدو مقالي مشتتًا؟ أنا لم أحصل على النوم الكافي، وهذا سبب انخفاض قدراتي العقلية وأنا أكتب هذا المقال، لكن لا يعني هذا أن مقالاتي السابقة التي كتبتها بعد أن حصلت على ساعات نوم كافية لم تكن سيئة، لكن قلة نومي بينما أكتب هذا المقال زادت من سوء كتابتي سوءًا. تصبحون على خير. رايح أنام.
علميًّا، تنخفض القدرة العقلية عندما لا يحصل الإنسان على نوم كافٍ، كما أنه يصبح مكتئبًا، فأي قرار سليم إذًا ستتخذه وقدرتك العقلية منخفضة وتشعر بالاكتئاب؟! تقول مديرة شركة: إنها عملت طوال سنوات، ولساعات طويلة كل يوم، ولم تكن تحصل على النوم الكافي، مجرد أربع أو خمس ساعات فقط في اليوم الواحد، لكنها ومع هذا المجهود الكبير لم تحقق أي نجاح يذكر، وكانت تقاوم وشركتها للبقاء، ثم شعرت بالتعب، واستجابت لنداء الجسد، ونامت، ثم نامت، واستبدلت ساعات العمل السابقة بالنوم، وساعات النوم السابقة بالعمل، فماذا كانت النتيجة؟ نجاحٌ كبير بسبب قراراتها السليمة عقب صفاء ذهنها، وارتفاع قدرتها العقلية. أسوأ لقاءاتي الإذاعية التي أجريتها، كانت قدراتي العقلية حينها منخفضةً بسبب قلة النوم. هذا لا يعني أنني لم أكن سيئًا حتى بعد حصولي على النوم الكافي في باقي اللقاءات، لكن قلة النوم زادت من سوئي سوءًا! في إحدى المرات طلب مني أحد الزملاء أن أصلح بينه وبين أحد أصدقائه. أقنعني زميلي بأن لدي موهبةً في الكلام، ويأمل أن أستخدمها لإصلاح ما فسد بينه وبين صديقه. في ذلك الصباح الذي ذهبنا فيه إلى صديقه لم أحصل على النوم الكافي، وما إن جلسنا في بيت صديق زميلي، وبدأت الحديث حتى صرت أشبك الموضوعات بعضها ببعض، وأضع الكلمات في غير موضعها. حاولت أن ألملم حديثي، وفشلت، فاستسلمت، ووجدت نفسي أقول لهما: أنا لم أحصل على النوم الكافي، وأشعر بتشتت أفكاري. ثم ختمت كلماتي بالآتي: “انتوا أصدقاء من سنين وبينكم عيش وملح وعشرة طويلة... عيب عليكم متهاوشين على سبب تافه، إلا إذا كنتوا تافهين بالأساس!”. أثارت كلماتي هذه الضحك، وبعد أن ضحكا “طاح الحطب”، ونجحت وساطتي. لم يكن حديثي مناسبًا لمَن يريد أن يصلح بين الأصدقاء. كانت الرغبة في الصلح عندهما موجودة. هل يبدو مقالي مشتتًا؟ أنا لم أحصل على النوم الكافي، وهذا سبب انخفاض قدراتي العقلية وأنا أكتب هذا المقال، لكن لا يعني هذا أن مقالاتي السابقة التي كتبتها بعد أن حصلت على ساعات نوم كافية لم تكن سيئة، لكن قلة نومي بينما أكتب هذا المقال زادت من سوء كتابتي سوءًا. تصبحون على خير. رايح أنام.