|


أحمد الحامد⁩
تغريدات الطائر الأزرق
2021-02-08
أبدأ تغريدات تويتر هذا الأسبوع بتغريدة من حساب “تغذية أدبية” ولا أظن أن التغذية الأدبية تأتي بشكل أجمل مما غرد فيه الحساب: “إذا رأيت أحدهم منطفئاً، فحدثه كثيراً عن مزاياه، عن طيبة قلبه، عن جميل مواقفه وحكاياه، حتى يعود ويضيء”..
تذكرني هذه التغريدة بما قاله الماغوط عن المشاعر الحزينة والمضطربة التي يكتمها الإنسان في صدره، دون أن تتمكن كل أجهزة الاستشعار في كشفها: “في أعماقنا رعد وبرق وعواصف وأمطار، لا تشير إليها الأرصاد الجوية أبداً”..
الزميل خالد الجارالله يغرد بعد تجربة طويلة خاضها مع هاتفه الجوال، من تغريدة خالد نفهم بأنه حقق الانتصار، وهزم هذا الذي صار يقاسمنا أوقاتنا ويرافقنا أينما ذهبنا، وكأنه الهواء الذي لا نستطيع العيش من دونه: “قبل أن تنام.. أغلق هاتفك المحمول تماماً، تخلص من خدمة موجود، ولا تستأنف تشغيله إلا بعد صحوتك وسكينتك، لن يفوتك إلا راحة بالك”.
قبل مدة كتبت مقالاً عن ضرورة ألا يكون النقد جارحاً أو بكلمات محبطة وبعيدة عن هدف الناقد في إضاءة الأضواء، تجاوز المقال 300 كلمة، لكنني وجدت بضع كلمات تختصر ما أردت قوله وبصورة أفضل، هذه الكلمات من مقالة لعلي الزهراني غردتها أمل ناضرين: “يقول فرانك كلارك: النقد مثل المطر ينبغي أن يكون يسيراً بما يكفي ليغذي نمو الإنسان دون أن يدمر جذوره”.
هدى عبدالله غردت في نفس المعنى وبكلمات أقل: “النقد: توجيه على الفكرة، الانتقاد: تركيز على الشخص”، فهد العودة غرد مقتبساً لفرناندو وبيسوا، التغريدة عبارة عن نصيحة، والنصيحة تحتاج إلى تنفيذ، قد نحتاج إلى التدرب على الشيء الجيد لكي يصبح عادة، التغريدة: “ضع جدران وأسوار قوية، حول ذلك الجزء فيك الذي مازال يحلم”.. داني قباني غردت لكي تفسر لنا نسيان الإنسان لما كان يعتبره أهم ما في حياته، أو ما كان يؤثر في حياته: “في رواية الرسام تحت المجلى كتب أفونسو كروش أكثر العبارات واقعية: “إننا لا ننسى الأشياء، لكنها بمرور الوقت تكون غير قادرة على التأثير فينا”.. التغريدة الأخيرة لخالد الجريوي، قصدت أن تكون التغريدة الأخيرة في المقال، لأنها تبدو وصيّة أو بروتوكول للشهامة: “مهما حدث أو يحدث أو ما سيحدث، كن دائماً بطلاً حقيقياً لكل قصة في حياتك، واجعل نفسك في تلك اللحظة أكثر مدعاة للاحترام، احذر من الانتصار لنفسك أو إرضاء غرورك حتى ولو في التمني فقط، احذر من أن تفقد احترامك لنفسك، لا بد أن تشعر دوماً بالزهو والفخر حينما تنظر لصورتك في المرآة”.