|


تركي السهلي
تفسير النصر
2021-02-08
انتهى النصر بطلاً قبل أيّام، لكنّه يجب أن يبقى مُلاحقاً للذهب طوال عمره.
الرحلة الصفراء ليست عابرة. البيت الأصفر لم يُبنَ لٌيغلق بابه بعد الفرح. الأسوار لا تحجب الشمس عن الفناء.
المجد لا يؤخذ على أنّه قلعة قديمة تصمد لتحكي القصص البعيدة. التاريخ لا يُكتب بمجرّد حبر.
صحيحٌ أن نسيج الرياض عصي على التفسير بعض الأحيان، لكنّه في أحايين كثيرة مثل ريشة تطير في الهواء.
في الفترة الحالية للعاصمي لا تمييز إلا للون وتشكّل الخطوات الأولى للنهايات السعيدة. هذا ما يجب أن يكون ولا حتمية إلاّ أن تؤدي كل خطوة إلى ذلك. لا عذر ولا خوف ولا صراعات قدماء ولا أذرعة ملويّة ولا واردين على الماء. المسألة أبسط بكثير فلا معركة تُخاض بالوكالة ولا ازدحام على بوابة الدخول.
تعادلت كُل النقاط النصراوية وانسجم الجميع فيما يشبه السكوت خجلاً من كريم.، وبدا الأمر كما لو أن الصراع الداخلي أنهك القوم وألقى كُلٌ سلاحه وتنادوا للرقص احتفاءً ونسياناً لتجاذبات الماضي، وربما الأحقاد المدفونة والغيرة من بينهم البين. الأصفر مثل التفاحة لا أحد يُحبها حينما تتعفن، ومتاحٌ جداً وقتما يكون وليمة. النصر لديه “نيوتن” ولديه أكثر من “أشعب”. صفصفة الكلام قصيدة ساعة الفوز ومشرط الجرّاح مُبرر نفي لحظة الهزيمة. تماوج كبير في أصفر العاصمة وصخب كما لو كان ساحة بيع يومي وسكون لا يستطيع الريح كسره ولا حركة معه لحبّات الرمل ولا أثر لأقدام وحوافر. كأن كل شيء يمحو ذاته في النصر ليبدأ من جديد.
اليوم الفريق الأصفر فائز وغداً خاسر. هذه المعادلة لها أناسها في الساكن بحي “طويق” غرب الرياض، ومنها يتكوّن النهر وماء الصرف وعليها يتغذّى الدود والنمل والذئب والثعلب، وفي أرضه تزحف الأفعى وتتوالد العقارب وتنبت الأزهار الزكيّة. الأغلب في النصر أقل منه والأقل معه أكثر حٌباً.
الحاجة الدائمة له هو لا لأنصاره، ومن هنا تتشكل الصورة الكاملة ولا أحد منه استطاع تتابع القطع ليكتمل المرصوف. مشكلة النصر فهمه واستيعابه وتقديره حق قدره.
لا أدري ما الذي يشبه “العالمي”؟ يُخيّل إليّ أنه مثل غيمة تهطل فيغدو مستقبلها روضة وأسفلت هُناك عشب وفي الآخر مصبّ ضياع بينهما مشترك خرير ويفصل بينهما أثر. لو كانت كل بطولة يجنيها الأصفر بمثلبة دستور لما خرج عليه منه أحد، ولو كانت كل هزيمة مثل جرس لشد الجميع الحبل.