|


فهد عافت
لا تكن يَقِظًا لهذه الدّرجة!
2021-02-08
ـ عندما تتأمّل عملًا فنيًّا، تتابع فيلمًا سينمائيًّا، أو تقرأ رواية، أو تعيش مع قصيدة أو أغنيّة أو لوحة تشكيليّة، نَحِّ أوّل ما تُنحّي، الناقد الذي فيك!.
ـ مهمّة النقد جليلة لكنها ثقيلة!.
ـ تَخَفَّف: أنت في واحدةٍ من ومضات الحياة الموعودة والواعدة بكثير من الصُّدَف الجميلة والمفاجآت السّارة!. لا تُضيّع على نفسك مثل هذه اللحظات، عِشْها واتركها تعيشك!.
ـ للفنون تفاعلاتها الخاصّة مع الوجدان وفيه ومن خلاله. أقلّ الناس استمتاعًا بالفن والأدب هو المُقيَّد بقوانين وشروط ومذاهب، وحتى ظنون وتوقّعات وآمال مُسْبَقة!. يُروِّض بهذه الشروط أحاسيسه ومشاعره، فيمنعها من تفاعلات تتطلّبها النَّفْس ويسمح بها المجال، لكنه يعترض طريقها، آمرًا إيّاها المرور أولًا على مكتب الفحص في عقله، لتأخذ صَكًّا يسمح لها بما يسمح، حسب استكمال الأوراق والدّمغات والتواقيع!.
ـ نصيحة مُحِبّ: لا تكن يقظًا لهذه الدّرجة!.
ـ قليلًا من السهو والسّذاجة يُجمّل المشهد!. وفي بعض الزّلَلِ زلال!.
ـ ادخُل العمل عاشقًا لا رقيبًا!. العاشق يعرف، أكثر من أي إنسان آخر، أن الحرص على الرُّشد واليقظة والانتباه، أمور تُفقِد المواقفَ ظُرْفها ولُطْفها وملاحتها!.
ـ يمكن لك بعد أن تعيش التجربة، وتتذوّق اللّذّة، وتنهل من المتعة، وتُغمر بسعادة اللحظات، أن تعود إلى نفس العمل الفنّي أو الأدبي مرّةً أُخرى مُثقلًا بنظريّاتك وتنظيراتك، تُقيّمه أو تقوّمه، تكتب أو تتحدث عنه، كيفما تشاء!. هذا من حقّك وأنت حرّ!.
ـ وقد تكون أحاديثك شيِّقَة، وآراؤك جيّدة، وكتابتك مُفيدة، لكنها أبدًا لا تساوي فُرصتك التي ضيّعتها حين لم تَتَخَفَّف!.
ـ في ملاقاة الفن والأدب، ضع فكرة “الحقّ” أولًا، لا “الواجب”!. حقّك في أن تعيش تجربة خاصّة، وربما استثنائيّة مع العمل!. أجِّل الحصافة!.
ـ خذها من حسرات محمد جبر الحربي:

سَأذكرُ مَا ليسَ يُذْكَرُ:
إنِّي افْتَقَدْتُ البَراءَةَ
حين افْتَقَدْتُ التَّمَنِّيْ
فقدْ كانتِ الأرضُ
نَاعِمَةً.. والطُّفولةُ
مَجنونةً واللَّيالِي
مُهَادِنَةً كالتَّأنِّيْ
وكُنَّا نُغَنِّي
ولكنَّمَا الوَعْيُ أفْسَدَ بَوْحَ الشُّجَيراتِ للمَاءِ
بَوْحَ الحَقيقةِ بالحَقِّ
بَوْحَ المُدَانِينَ بالدّينِ
بَوْحَ العَصَافيرِ صَادِحَةً دونَ مَنِّ.
ومَاذا يَظلُّ..؟!
الحقيقةُ..
أمْ جَفْوَةُ الرَّمْلِ..؟!
هَجْسُ الفَجِيعَةِ
أمْ هَجْعَةُ المُطْمَئِنِّ..؟!
أيَا أيُّها الوَعْيُ
يَا أيُّها الوَعْيُ
أفْسَدْتَ ذَوْقَ المُغَنِّيْ..!!