كثيرون مارسوا الصحافة وامتهنوها واحترفوها بلا علم أو دراسة أو أي تحصيل معرفي.. اعتمدوا على شغفهم أولًا وموهبتهم ثانيًا وتشبثوا بالفرصة، وصنعوا لأنفسهم مكانًا ومكانة ولقمة عيش كريمة.. هذا أمر يحدث في كل مناحي الحياة.. التعليم ليس كل شيء..
من الطب إلى الطبخ وما بينهما لا تبدو مقاعد الدراسة والدارسين حجر الزاوية ومفترق الطرق ومرابط الفرسان الوثيقة.. لا يعني هذا أبدًا تسطيحًا أو تهميشًا أو تسفيهًا أو محاربة من أي نوع لماهية العلم وضرورياته في حياتنا ومستقبلنا.. أريد القول أولًا إن الصحافة مثل غيرها مهنة تخضع إلى متطلبات الدنيا التي لا تتوقف ولا تتثاءب أعاننا الله عليها.. الطب مثلًا، الذي يبقى تقدمه وتطوره في دائرة اجتذاب الضوء والاهتمام البشري كان مجرد مهمات إنسانية تتوارثها عائلات تصدت لمهمتها أبًا عن جد كما هم الحلاقون والمزارعون والخياطون وأهل الحرف الصناعية الأخرى حتى تغيرت الدنيا واتجهت نحو الحقيقة المتوثقة بالعلم والعقل فأصبح ذاك الطب المتوارث منزويًا في ركن قصي متخذًا من “الطب الشعبي” اسمًا حركيًا يعرفه به الواثقون بما تبقى له من حياة.. الصحافة تعتمد على الموهبة التي لا يمكن صناعتها أو استزراعها لأنها حرفة أشبه ما تكون إلى الرسم والشعر وكتابة الرواية المعتمدة أساسًا على الحبكة الدرامية المترابطة ولهذا لا تبدو دراستها أو الاستزادة منها ظاهريًا ذات أهمية قصوى أو فارقة، لكن التعمق في تناولها كمنهجية علمية إنما هو في الواقع إضافة كبيرة وقوية ومهمة تصنع المسافة الشاسعة بين الموهوب المتعلم والموهوب الذي يكتفي فقط بما يملكه مخزونه الإبداعي في سباق لا يهدأ.. صحيح أن هناك قائمة طويلة من النماذج العربية والسعودية التي تعملقت في هذه المهنة دون دراسة أو تعلم أو معارف أكاديمية، إلا أن هذا لا يمكنه أن يكون دليلاً وافيًا وكافيًا يمكن التستر وراء حواجزه دائمًا وأبدًا..كل مهمة متاح تعلمها دون دراسة وهذا كلام يمكن قوله وقبوله في أزمنة غابرة ذهبت مع رياح محال أن تستعيد مساراتها، والصحافة يستوجب عليها هي الأخرى الالتزام بمتغيرات التاريخ والانضمام سريعًا إلى ركب ليس فيه بقايا لأي كتيبة لا يكون العلم وأدواته ذخيرتها وسلاحها الفتاك..أعود إلى ما أردت تناوله في البداية.. أقول إن الصحافة إنما هي مهنة تصطف بجوار ما تتطلبه مقتضيات الأيام وتدابيرها، وهاهي الآن تواكب التجديد وتتقدم نحو التغيير.. لم تعد مجرد مقال وصورة وخبر وحوار وتقرير والسلام.. الآن هناك ما يسمى بصحافة الموبايل مثلًا، وهذه بالذات لها أسسها وأساساتها التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتكئ على الموهبة والشغف فحسب، وإنما العملية تحتاج إلى تعليم واسع ومتعمق ودراسات عملية وعلمية تؤكد وتقطع الشك باليقين أن هذه المهنة الباقية إنما ولدت وعاشت ولم ترضخ أو تصاب بأعراض الشيخوخة لأنها قابلة أولًا وأخيرًا للتجدد.. بالموهبة والشغف والعلم أيضًا.
من الطب إلى الطبخ وما بينهما لا تبدو مقاعد الدراسة والدارسين حجر الزاوية ومفترق الطرق ومرابط الفرسان الوثيقة.. لا يعني هذا أبدًا تسطيحًا أو تهميشًا أو تسفيهًا أو محاربة من أي نوع لماهية العلم وضرورياته في حياتنا ومستقبلنا.. أريد القول أولًا إن الصحافة مثل غيرها مهنة تخضع إلى متطلبات الدنيا التي لا تتوقف ولا تتثاءب أعاننا الله عليها.. الطب مثلًا، الذي يبقى تقدمه وتطوره في دائرة اجتذاب الضوء والاهتمام البشري كان مجرد مهمات إنسانية تتوارثها عائلات تصدت لمهمتها أبًا عن جد كما هم الحلاقون والمزارعون والخياطون وأهل الحرف الصناعية الأخرى حتى تغيرت الدنيا واتجهت نحو الحقيقة المتوثقة بالعلم والعقل فأصبح ذاك الطب المتوارث منزويًا في ركن قصي متخذًا من “الطب الشعبي” اسمًا حركيًا يعرفه به الواثقون بما تبقى له من حياة.. الصحافة تعتمد على الموهبة التي لا يمكن صناعتها أو استزراعها لأنها حرفة أشبه ما تكون إلى الرسم والشعر وكتابة الرواية المعتمدة أساسًا على الحبكة الدرامية المترابطة ولهذا لا تبدو دراستها أو الاستزادة منها ظاهريًا ذات أهمية قصوى أو فارقة، لكن التعمق في تناولها كمنهجية علمية إنما هو في الواقع إضافة كبيرة وقوية ومهمة تصنع المسافة الشاسعة بين الموهوب المتعلم والموهوب الذي يكتفي فقط بما يملكه مخزونه الإبداعي في سباق لا يهدأ.. صحيح أن هناك قائمة طويلة من النماذج العربية والسعودية التي تعملقت في هذه المهنة دون دراسة أو تعلم أو معارف أكاديمية، إلا أن هذا لا يمكنه أن يكون دليلاً وافيًا وكافيًا يمكن التستر وراء حواجزه دائمًا وأبدًا..كل مهمة متاح تعلمها دون دراسة وهذا كلام يمكن قوله وقبوله في أزمنة غابرة ذهبت مع رياح محال أن تستعيد مساراتها، والصحافة يستوجب عليها هي الأخرى الالتزام بمتغيرات التاريخ والانضمام سريعًا إلى ركب ليس فيه بقايا لأي كتيبة لا يكون العلم وأدواته ذخيرتها وسلاحها الفتاك..أعود إلى ما أردت تناوله في البداية.. أقول إن الصحافة إنما هي مهنة تصطف بجوار ما تتطلبه مقتضيات الأيام وتدابيرها، وهاهي الآن تواكب التجديد وتتقدم نحو التغيير.. لم تعد مجرد مقال وصورة وخبر وحوار وتقرير والسلام.. الآن هناك ما يسمى بصحافة الموبايل مثلًا، وهذه بالذات لها أسسها وأساساتها التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتكئ على الموهبة والشغف فحسب، وإنما العملية تحتاج إلى تعليم واسع ومتعمق ودراسات عملية وعلمية تؤكد وتقطع الشك باليقين أن هذه المهنة الباقية إنما ولدت وعاشت ولم ترضخ أو تصاب بأعراض الشيخوخة لأنها قابلة أولًا وأخيرًا للتجدد.. بالموهبة والشغف والعلم أيضًا.