|


تركي السهلي
البلطان المُزعج
2021-02-13
أتمنّى لو أن هٌناك راصداً لمجمل أحاديث خالد البلطان للإعلام، كي نُحصي الكم الهائل من الكلام الذي أطلقه الرئيس الشبابي في كُل الاتجاهات هذا العام.
يعتمد “أبو الوليد” على الحديث أكثر من أي شيء آخر، وهو رجل يرتكز بشكل واضح في منهجه على تسويق أموره على الناس بالصوت، مؤمنًا بأن ذلك حقق له الكسب في مراحل كثيرة من مسيرته.
وبمراقبة ما يقوله “رجل الليث” نسمع وعلى نحو جلي كلاماً “كبيراً” وآخر “صغيرًا”، ويصلنا أيضاً منه كلمات طائرة وثانية على الأرض بين التي لها مطار وتلك التي لها مكان محدود على الخارطة.
والحق أننا لابد أن نفرق بين المقبول وغير الواقعي في تصريحات السيّد الأبيض، فمثلاً قبل أيّام قال إن قميص فريقه الأفضل من بين أندية العالم، وهذه نضعها في خانة الطائر من الكلام، بينما في وقت سابق أعلن أن ناديه لم يكن بمثل البقية من الكبار في الدعم مع عام 2018م، وأنه حصل هذا العام على نقطة تعادل مع الآخرين من أقرانه، ما ميّز “الشيخ” ووضعه هذا الموسم في منطقة تمايز.. وهذا صحيح.
والأسلوب “البلطاني” قديم لكنه ينجح في أحيان ويبدو مضحكاً في أحايين أخرى، ممّا يعطي دلالة على أن الرئيس الأوحد في الشباب لم يغيّر من طريقته، وهو يلعب بذات الطريقة العتيقة وليس لديه استعداد للتخلّي عن “تكتيكه” الضارب في القدم، حتى لو بدا ذلك غريباً على بعضهم.
والواقع الآن في عهد رئاسته للعاصمي الشمالي، أنه سيّد كل شيء فهو المعلن عن تطوير العيادة الطبية وتحويلها إلى مستوى رفيع بعد أن كانت غير ذلك، وهو المانح للاعبين حقوقهم ومحدد قيمهم، وهو المُخاطب للجموع الشبابية داخل النادي وخارجه بين اللاعب والمشجع، وهو الملاحق لمن ينتقد من غير الأنصار وهو المسوّق الكبير لقطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة في الأندية، وهو الواقف على التطلّعات المُعطي الآمال والعقل الذي يضبط الميزانيات ويشحذ همم اللاعبين عبر الخطب فيهم، الحاضر في المقصورة لكل مباراة الجاذب لكل العدسات واللاقطات الصوتية، إنه رجل كل شيء.
اليقين أننا أمام حالة لا بد أن تُدرس في رجل “لا يُرينا إلا ما يرى”، وأظن أن عليه هو أن يساعدنا في ذلك، علّه يتخلّص من الوهم ويعود إلى الاندماج معنا، وأن يتخلّى عن “الإزعاج” المتكرر.