|


تركي السهلي
تجاوزات البلطان
2021-02-15
يومًا بعد يوم وحدثًا بعد حدث، يتأكد لنا أن هناك رؤساء أندية خارج المشروع تماماً.
لقد كان السقوط كبيراً من قبل أسماء جيء بهم من الماضي الغابر أو من محاضن مجهولة ولم يعد لدينا طاقة احتمال على استمرارهم بيننا في ظل تغيّر الذهنية الرياضية والمعطيات كافة.
يقف خالد البلطان رئيس مجلس إدارة نادي الشباب على رأس أولئك كواحد من النماذج الصارخة على تقديم الفرد وتعزيز وجوده على حساب النهج الجديد، ما جعله يتجاوز كل الحدود منطلقاً من عقله الموجِّه له بتطبيق ألعاب الفوضى وتجاوزات اللسان وتحديات الفراغ والوهم.
إننا أمام حالة يسهل الخلاص منها وتنقية أجوائنا بإبعادها، لكن التشابك يحول دون ذلك ولتنفيذ خطوة إزاحة الرئيس الشبابي علينا تفكيك الأسباب والدوافع دون اعتبارها مسألة جامدة أو غامضة.
تم تقديم البلطان على أنه الأوحد في النادي العاصمي العريق وحين أتت لحظة الانتخابات واللائحة ظهر دون منافس، وهذا خطأ شنيع كان بقصد أو دون قصد، وإن كانت كل المراحل المؤدية لكرسي الرئاسة تشير إلى أن الوضع في الليث كان ممهداً لتزكيته والتغاضي عن الشروط العائقة له، فوقع الجميع في ورطة شخص قديم على حساب روح جديدة.
إن من الخطأ وضع الأندية مكانًا لتحقيق المنافع الفردية ونحن الذين قد ظننا أننا تجاوزنا ذلك بأنظمتنا ولوائحنا وفكرنا المتسع الكبير. كما أنه من الكارثي ترك الأمور دون أن يكون هناك ضبط كلي.
إن لحظة تكوّن جسم قوي لا تحتمل التهاب ولا عوامل ضعف، ولكي نكون في مناعة تامّة عن ذلك علينا المسارعة بالتغذية السليمة ومعالجة ظهور الجرح وإيقاف مناطق تكوّن الدمامل. لقد وصل خالد البلطان إلى أماكن بالغة الخطورة أكثر من مرّة، وفي كل حالة وصول كان يجد من يغمض عينيه عن ممارساته، ما قاد إلى أن تكون أماكنه معروفة بالاشتعال وأفعاله موصومة بالخلل.
ينعم الجميع الآن بساحة انتظام وبإيقاع شديد التناغم وبرؤى واضحة، ما يجعل نموذجًا مثل البلطان خارجها تماماً حتى لو أبدى أنه منسجم ومتناغم وواقف على مسافات التجديد، فالرجل الذي يُظهر قوّته القديمة يجهل وعلى نحو واضح أن أدوات المرحلة الحاليّة تختلف عن تلك السابقة، وأن القطار السريع لا يستقلّه مسافر يؤذي الركّاب بما معه من عصا وسوط ولسان طويل، ورائحة لا يشعر معها أحد بالراحة.