مقاييس الأفضلية في أي مهنة تكاد تكون واضحة ومعروفة ومقدرة أيضاً.. الصحافة خارج هذه الحسبة تماماً.. من الصعب أو المعقد أو شبه المستحيل تحديد أفضل صحفي.. طبعاً الأسباب هنا كثيرة ومتشعبة، ويختلط فيها ما يقال وما لا يمكن أن يقال..
أقصد أن الصحفي لا يعرف أداءه وحماسه وتعاطيه مع المهنة إلا زملاؤه والقريبون من نتاجه اليومي.. في الصحافة هناك ما يسمى “الحس”، وهذا أبرز القواعد والأسس الصلبة التي يترسخ على جذورها معنى أن تكون صحفياً بارزاً ومهماً ولامعاً.. والحس الصحفي لا يهم فقط امتلاكه، ولكن يكون بحاجة أكبر وأكثر لمن يقدره حق قدره، وهذا بالطبع واحد من عشرات الأدوار الملقاة على عاتق رؤساء التحرير..
ثم إنك قد تقرأ أخباراً وتقارير وحوارات واستطلاعات مذيلة تحت اسم أحد الصحفيين، لكن الواقع ينافي تماماً حالته المهنية، فقد يكون مخبراً ومحاوراً ونشيطاً داخل حدود عمله الميداني، لكنه خارج تصنيف الصحفيين الذين يملكون الركيزة الأولى التي تتمحور حولها المهنة والمتمثلة في الكتابة.. نعم هناك عشرات الصحفيين البارزين والمهمين الذين يملكون علاقات واسعة، لكنهم لا يستطيعون كتابة سطر واحد مفهوم، رامين المهمة تحت أيدي المتخصصين بالصياغة أو ما يعرفون داخل المطابخ الصحفية باسم “الديسك”..
كما أن الجانب التسويقي الشعبوي يأتي هو أيضاً من بين تلك المتطلبات المفترض على الصحفي اختزالها.. فحاجة السوق أو القراء أو المتابعين تبقى على رأس الأولويات، فكيف تكون صحفياً مثالياً وأنت تجهل ما يريد الناس معرفته والبحث عنه والاستزادة من أخباره وعلومه وأسراره..
الصحفي هو الوحيد الذي لا يملك الأفضلية المطلقة بين كل مهن الدنيا إلا في محيطه وصحيفته.. يشبه تماماً أفضل الطباخين في أشهر المطاعم العالمية.. يأكل الناس بشهية مفتوحة وبالطبع لا يعرفون على الأغلب الطاهي الذي صنع تلك الوجبة.. أساساً تلك لا تهم.. لا تغني ولا تسمن من جوع.. المهم أنك أكلت وشبعت بصحة وهناء وعافية..
ولأن الزين ما يكمل كما نقول نحن العرب في أمثلتنا المرتبكة، يبدو البحث عن صحفي متكامل يكتب ويملك الحس والقدرة على التسويق ضربًا من المحال.. ليس هناك يا رفاقي أفضل صحفي عربي..
هناك أفضل صحيفة وأفضل وجبة.. من السهل معرفة أفضل طبيب وأفضل مهندس من كلام الناس، فالسمعة أهم من الحقيقة كما يقول الأمريكان..
ويمكن معرفة أفضل لاعب من مشجع قابع في قرية نائية..
أما الصحافة فإنها لعبة الأسرار الصغيرة.. وحينما تنمو وتكبر هذه الأسرار لا يبقى لمهنتكم شيء تتمايز فيه عن غيرها..
لا أحد يعرف من هو أفضل صحفي.. سر من أسرارها..
أقصد أن الصحفي لا يعرف أداءه وحماسه وتعاطيه مع المهنة إلا زملاؤه والقريبون من نتاجه اليومي.. في الصحافة هناك ما يسمى “الحس”، وهذا أبرز القواعد والأسس الصلبة التي يترسخ على جذورها معنى أن تكون صحفياً بارزاً ومهماً ولامعاً.. والحس الصحفي لا يهم فقط امتلاكه، ولكن يكون بحاجة أكبر وأكثر لمن يقدره حق قدره، وهذا بالطبع واحد من عشرات الأدوار الملقاة على عاتق رؤساء التحرير..
ثم إنك قد تقرأ أخباراً وتقارير وحوارات واستطلاعات مذيلة تحت اسم أحد الصحفيين، لكن الواقع ينافي تماماً حالته المهنية، فقد يكون مخبراً ومحاوراً ونشيطاً داخل حدود عمله الميداني، لكنه خارج تصنيف الصحفيين الذين يملكون الركيزة الأولى التي تتمحور حولها المهنة والمتمثلة في الكتابة.. نعم هناك عشرات الصحفيين البارزين والمهمين الذين يملكون علاقات واسعة، لكنهم لا يستطيعون كتابة سطر واحد مفهوم، رامين المهمة تحت أيدي المتخصصين بالصياغة أو ما يعرفون داخل المطابخ الصحفية باسم “الديسك”..
كما أن الجانب التسويقي الشعبوي يأتي هو أيضاً من بين تلك المتطلبات المفترض على الصحفي اختزالها.. فحاجة السوق أو القراء أو المتابعين تبقى على رأس الأولويات، فكيف تكون صحفياً مثالياً وأنت تجهل ما يريد الناس معرفته والبحث عنه والاستزادة من أخباره وعلومه وأسراره..
الصحفي هو الوحيد الذي لا يملك الأفضلية المطلقة بين كل مهن الدنيا إلا في محيطه وصحيفته.. يشبه تماماً أفضل الطباخين في أشهر المطاعم العالمية.. يأكل الناس بشهية مفتوحة وبالطبع لا يعرفون على الأغلب الطاهي الذي صنع تلك الوجبة.. أساساً تلك لا تهم.. لا تغني ولا تسمن من جوع.. المهم أنك أكلت وشبعت بصحة وهناء وعافية..
ولأن الزين ما يكمل كما نقول نحن العرب في أمثلتنا المرتبكة، يبدو البحث عن صحفي متكامل يكتب ويملك الحس والقدرة على التسويق ضربًا من المحال.. ليس هناك يا رفاقي أفضل صحفي عربي..
هناك أفضل صحيفة وأفضل وجبة.. من السهل معرفة أفضل طبيب وأفضل مهندس من كلام الناس، فالسمعة أهم من الحقيقة كما يقول الأمريكان..
ويمكن معرفة أفضل لاعب من مشجع قابع في قرية نائية..
أما الصحافة فإنها لعبة الأسرار الصغيرة.. وحينما تنمو وتكبر هذه الأسرار لا يبقى لمهنتكم شيء تتمايز فيه عن غيرها..
لا أحد يعرف من هو أفضل صحفي.. سر من أسرارها..