|


محمد الغامدي
براعم تحت العشرين
2021-02-19
كل ما يقال من اتحاد كرة القدم عن الاهتمام برعاية النشء وتنظيم مسابقات للفئات العمرية بين الأندية على أسس صحيحة، لخلق جيل متمكن هو في حقيقة الأمر لا يعدو كونه مجرد استهلاك إعلامي وتنظيم شكلي لا يخدم الكرة السعودية في مستقبل الأيام، فالدوريات السنية غارقة في الإهمال والمتابعة ومراقبة الأعمار المشاركة.
دوري البراعم وبالتحديد بشقيه تحت سن 13و 15 يعاني الأمرين في الأعمار المخالفة، وهناك أندية تجرأت كثيرًا وأصبحت تشرك لاعبين تخطوا السن المحدد بشكل كبير، فليس من المعقول أن نشاهد لاعبين مفتولي العضلات وأصحاب قامات طويلة توحي أشكالهم بتجاوز السن القانوني وهم في درجة البراعم دون تحرك فاعل من لجنة المسابقات، لضبط مثل هذه التجاوزات بعد أن أصبح هذا المنظر على مرأى الجميع في صور لاعبي بعض الفرق ودون رادع، فالملاحظ أن التدقيق في الأعمار السنية منعدم تمامًا لدرجة أن الفرق بإمكانها إشراك لاعب باسم شقيقه الأصغر دون عناء، وكذلك يندرج ذلك في مشاركة لاعب المواليد باسم شقيقه أو بشهادة ميلاد غير حقيقية، كما حصل في احتجاج الأهلي قبل ثلاثة مواسم على لاعب الهلال المواليد والذي لم ينتج عنه سوى إبعاد اللاعب عن الفريق.
هذه المعاناة تؤكدها أحاديث مسؤولي الفئات السنية، فالنصر عن طريق مدير الفئات السنية هاني الداود خرج للإعلام قبل أيام وطالب اتحاد الكرة بالاهتمام بتلك الفئة، مؤكدًا أن هناك أندية هدفها الحصول على البطولات حتى لو بتجاوزات سنية. كما خرج مدير الفئات السنية فيصل البدين بتغريدة بهذا الشأن بعد أن طفح الكيل قائلاً: “ما يحدث في دوري براعم تحت 13 سنة من تزوير وتلاعب بالأعمار كارثة وجريمة في حق الكرة السعودية، وعلى اتحاد الكرة اتخاذ إجراءات حازمة ورادعة على الأندية والمسؤولين، وعن طريق الفحص العمري في الطب الشرعي يمكن معرفة العمر الحقيقي.
الكارثة التي تنتج عن ذلك أن العديد من اللاعبين الذين يتم اختيارهم للمنتخبات السنية، يعودون أدراجهم ثانية، بعد التأكد أن أعمارهم تجاوزت العمر الحقيقي الذي اختيروا من أجله، وأصبحوا بذلك عديمي الفائدة، فما الذي يمنع اتحاد الكرة القيام بفحص العظام على لاعبي الأندية بدلاً من العمل التقليدي اليدوي الذي عفا عليه الزمن، وسيكتشف أن هناك لاعبين براعم تحت العشرين.