|




تركي السهلي
فيصل بن تركي
2021-02-21
في ساعة من ساعات اليوم التاسع لشهر إبريل 1973م، بدأت رحلة الأمير فيصل بن تركي بن ناصر، متزوّداً بخصائص مواليد الشهر الميلادي الرابع غير المنقوص من حيث عدد الأيّام، والمانح لمواليده العزيمة القويّة والإرادة الصلبة.
أحاطت بالأمير منذ صغره قصص السماء ورحلات التحليق فألِف أزيز الطائرات وحركة القواعد الجويّة ونسجت صورته في البدايات أمواج الخليج العربي، فضرب موعداً مُبكّراً مع الشعر وأغاني البحّارة وتقلّبات الأجواء. كان ابن الطيّار الحربي مسافراً منذ صغره إلى المسافات التي لا يقطعها إلاّ القليل. كان فيصل بن تركي كثيرًا جداً منذ أوّل يوم ركض حتى استراحة التوقّف. إنّه التركيبة من حرب وقصائد وهو مزيج من بحر وتاريخ وسياسة. وقف الأمير النصراوي العريق أوّل مرّة على مدرّج النصر مرحلة الثمانينيات الميلادية فسكنه النادي الأصفر بقية مراحل عُمره وأخذه معه من مُدنِ الخُبر والظهران والرياض إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث صفوف الجامعة من إدارة الأعمال إلى السياسة الدولية في “جون هوبكنز”. في بلاد العمّ سام ظهر فيصل السياسي في سفارة المملكة بالقرب من “الذئب” بندر بن سلطان لكنّ “دالاس” كانت تجذبه بفرقة “الكاو بويز”، وتعلّقه بالنادي السعودي الأصفر لم ينقطع منذ أن كان يستمع إلى مباريات النصر عبر الهاتف المربوط بين مكان إقامته هُناك “وسنترال” قصر والده في الشرقية. كان وقتها الشاب مربوطاً بكرة قدم وكأن خطواته لا تكتمل إلا بصافرة انطلاق وتنافس أولاد وساسة لا يبوحون وهتافات لا يغيب عنها الشغف. كان فيصل طوال عُمره مُنقسماً بين قصر ومُدرّج بين شعار فريق ومجالس أُمراء بين الشعبية والرسمية بين التصفيق وبين الاستماع إلى خطاب. كان أميراً بهيئة مسافر وشاباً لا يحط في المطارات إلا من أجل بدء مغامرة.
مرّ فيصل بن تركي بن ناصر بالنصر كما لم يمرّ به رجلُ غيره، وترك الفراغات الهائلة في محيط حركته الصفراء وأسس للقوّة التي لا تضعف وللنداء الذي يخرج من الحناجر على أنه صوت اهتداء ومحطة ليست للتوقّف. أعطى ابن “تركي” ووالد “تركي” كل الأسماء للقاطن غرب العاصمة الرياض ومنح الأحرف البعيدة مساحة لون لتكون منبع عشق.
يجلس الآن “الرئيس الأسبق” على كرسيه الأصفر إلى الشمال من طريق “تركي الأوّل” وإلى اليمين من كُل شيء.. مع حُب النصر ومغامرة الأولاد في “دالاس”.