|


أحمد الحامد⁩
بشائر ودروس مستفادة
2021-02-21
أعتقد كطبيب، في الحقيقة لست طبيبًا لكنني خبيرٌ بالممارسة كما كان محامي “حسينوه” في “درب الزلق” محاميًا بالممارسة، ولكي أكون أكثر دقةً، لست طبيبًا حتى بالممارسة لكنني قرأت مئات المقالات والتصاريح الطبية والأخبار عن كورونا.
لست مهتمًّا، لكن هذا ما يكتبه الإعلام، وما أجده في كل المواقع ووسائل التواصل منذ عام. أعود للموضوع، وأقول: إنني أعتقد أن هذه السنة ستكون السنة الأخيرة لفيروس كورونا بوصفه جائحةً عالمية. سبق أن ردَّدت هذا الرأي، وأظن بأن وزير الصحة البريطاني قد سمع ما قلته، لأنه بعد حديثي، صرَّح بأن اللقاحات والعلاجات الأفضل يمكن أن تجعل فيروس كورونا مرضًا قابلًا للعلاج، ويمكن العيش معه مثلما نفعل مع الإنفلونزا بحلول نهاية العام. ومع أن الوزير البريطاني كان يتحدث عما سيكون عليه الوضع في بريطانيا، لكننا نستطيع أن نقيس حديثه على جميع الدول التي بدأت في استخدام اللقاحات، على أن القضاء على الجائحة في كل دول العالم في وقت واحد أمرٌ صعب، فليس كل الدول تمتلك المقدرة على تأمين اللقاحات بالسرعة نفسها. ما يهم أن وجود اللقاحات جعل من الحديث عن القضاء على كورونا حديثًا واقعيًّا، وهذا ما كان سكان العالم يريدون التعلق به عندما بدأت الأزمة. عندما تغادرنا هذه الأزمة، ستكون قد فعلت ما فعلته في هذا العالم من آثار اقتصادية موجعة، إضافة إلى ألمها إنسانيًّا، فالفيروس اختار أن يحل في الإنسان تحديدًا. قد يكون من الدروس المستفادة، أن يهتم الإنسان بشؤونه المادية، ويوفر قرشه الأبيض لأيامه غير البيضاء، كما أن هذه الأزمة، التي أبقتنا في منازلنا، علَّمتنا أن البقاء إلى جانب الأسرة يعطي مشاعر من السعادة كنا نبحث عنها خارج المنزل. شيءٌ آخر لم يحسب الرجال حسابه قبل الأزمة، وهو المحافظة دائمًا، وفي كل الظروف، على خيط من الود الدائم مع شريكة الحياة، إذ لا أحد يعلم متى يأكل شخصٌ ما “خفَّاشًا” أو “بطريقًا”، ثم يسافر خلال ساعات وينشر جائحةً جديدةً في كل العالم، ليحصل بعدها إغلاقٌ جديد، لذا أنصح الرجال بألَّا يقطعوا حبال الود مع زوجاتهم مهما حصل من خلافات، أقول ذلك بعد أن قرأت خبرًا عن مطلوب للعدالة، نشرته إحدى الصحف البريطانيه، وترجمه إياد الحمود في حسابه في تويتر، حيث قرر هذا المطلوب بعد إغلاق المقاهي والمطاعم، أن يسلم نفسه للشرطة كيلا يبقى في البيت مع زوجته بسبب خلافاتهم المتكررة، وقوة صوتها، وكثرة حججها، فذهب إلى الشرطة بنفسه وقال لهم: “ضعوني في السجن، أريد العيش بهدوء وسلام، فهو أرحم من البيت الذي أعيش فيه”!