|


تركي السهلي
رجاء الله السُلمي
2021-02-22
من الحجاز الأُفق إلى فضاء نجد.. من حدود البحر إلى رحابة الصحراء، تكوّن رجاء الله السُلمي. المعركة التي يخوضها رجاء في كل التضاريس هي معركته مع ذاته ورحلته من التعليم إلى الإعلام، هي ذات المسافة التي قطعها من كونه طالبًا إلى مركز المسؤولية، ومن دوره كعضو في لجان إلى أمين على “السر” و”القرار”.
تتجاذب شخصية المولود في 1973م أكثر من صورة، لكنّه دائمًا كان المسكون بتفاصيل الأودية بين “ستارة” و”ساية”، وهو عجينة تتشكل من “الحرّة”، حيث الطريق إلى المدينة المنوّرة من محافظة “ الكامل”. إنّه الخلطة العجيبة بين جغرافيا وتاريخ، بين الماضي البعيد، وقصص الهجرة إلى الحاضر التي تكون معها الطرقات مسيرة دليل.
أعطت الصحافة شيئًا من غموضها وسحرها للسُلمي في “عكاظ” و”المدينة”، محررًا وكاتبًا، فكان يقضي النهار بين التلاميذ، وفي المساء يجلس بصحبة الأساتذة. عرف الرياضة من الحرف، فجمع أحرف اللغة العربية ليصف الأحداث، وأعطى كُرة القدم لغة الدواوين وبطون الكتب، فظهر لغويًّا يذكر الأسماء ويلاحق الأرقام في الهواء.
حينما عمل في مرحلة من مسيرته محاورًا في برنامج رياضي تلفزيوني، كان يقدّم الجالسين معه من “المركاز” كما لو كان يعرّف بـ”زيدان” و”شحاتة” و”الزمخشري” و”السباعي” و”هاشم عبده هاشم”. كان رجاء الله السُلمي صديقًا لـ”صعاليك” الصحافة، وطالبًا نجيبًا في مدرسة المعلّمين الأوائل.
بالأمس، فاز وكيل وزارة الرياضة لشؤون الإعلام وفريق عمله بأفضل أداء عبر “مركز التواصل الحكومي”، واليوم ربما يركض في ميدان جديد وهو الحامل على أكتافه “الأدب الرقمي”. لم ينفصل الحجازي عن أوديته، ولا عن سير المهاجرين ولا عن المشي فوق الحجارة البركانية، ولا عن مرافقة “البسطاء” من الناس وعميقهم. يعرف رجاء الله السُلمي كيف يلجأ إلى جبل، ومتى يجلس في ظلّ، ويعي جيدًا أن الشمس لا تظهر طوال اليوم، وأن السماء في “وادي حنيفة” هي نفس سماء “وادي قديد”، وإن اختلفت السٌحب. يرسم الآن المنحدر من “سليم” الإعلام الرياضي بـ “إنفو جراف”، دون أن ينسى أن المغزل القديم بيد “العواتك”، وأن الرحلة الطويلة لا تُقطع بغير زاد، وأن الرجال الذين يسكنون بالقرب من الأودية، يعرفون جيدًا مواعيد نزول المطر.