|


إبراهيم بكري
مكافأة الفوز لا تغريهم
2021-02-22
المكافأة على الإنجاز لها الأثر الكبير على التحفيز، وتلعب دورًا مؤثرًا في تحريك الدوافع نحو التميز والاستمرار فيه، وأي منجز مهما كان حجمه يجب أن تصحبه مكافأة تختلف حسب المنجز نفسه قد تزيد أو تنقص.
وتبقى لهذه المكافأة قيمتها إذا حققت هدفها وهو “التحفيز الخارجي” الملموس مادياً أو معنوياً من الآخرين، لتعزيز “التحفيز الداخلي” لرفع الروح المعنوية من خلال الشعور الذاتي بقيمة المنجز وتحقيق الذات لمواصلة التميز.
ليس هناك أي شك أن منجزات صقورنا الخضر ـ المنتخب السعودي ـ السابقة كانت ترتبط بروح لاعبينا العالية داخل الملعب، وسط ترجمة فورية من المسؤولين على تحفيزهم بمكافأة مالية داخل غرف ملابس اللاعبين، بعد نهاية كل منجز مباشرة، ونفس المشهد كان يتكرر كل مرة وصوت اللاعبين عال يردد “دبلها.. دبلها.. دبلها”.
أي سحر كانت تمتلكه هذه العبارة على أرواح لاعبينا وهم يتعطشون لكل منجز، ويجاهدون لتحقيق آخر تلو الآخر، وكلها من أجل أن يرددوا “دبلها.. دبلها” على مسامع مسؤول تتملكه حينها نشوة إنجاز، فتجده مبتسماً يعلن أنه دبلها.
لكن السؤال الذي يطرحه نفسه: هل المكافأة المالية التي كانت في الماضي تعني الشيء الكبير للاعبي منتخبنا مازالت لها نفس القيمة بين لاعبي المنتخب الحاليين، في ظل مكافآت أنديتهم التي تجاوزت بكثير أرقام المكافأة في المنتخب؟
أم أن المرحلة اختلفت في ظل عقودهم الاحترافية الكبيرة من أنديتهم التي يحظى بها هذا الجيل ولم تنلها الأجيال التي سبقتها؟

لا يبقى إلا أن أقول:
‏ لا أستغرب أن يكون هنا من بين من يقرأ هذه السطور لا يعرف حتى الآن معنى “دبلها.. دبلها”، فطال الزمن ولم نسمعها، ولكي أختصر الوقت على هذا الجيل فإن معنى هذه العبارات سوف تجدها في قاموس منجزات منتخبنا السعودي السابقة، وهي تختصر “طلب اللاعبين بمضاعفة المكافأة المالية” التي كانت تعني لهم الكثير، في ظل ضعف عقودهم الاحترافية بالأندية من الناحية المادية، أو في زمن الهواة كانت مكافأة الفوز مع المنتخب السعودي لا تتجاوز 5 آلاف ريال.
ما في شك أن ثروة اللاعبين الحاليين بعد الاحتراف هي السبب وراء عدم تأثير المكافأة المالية على تحفيزهم مقارنة بالأجيال السابقة، ومن هذا المنطلق يجب أن يكون لدينا حوافز أخرى لها الأثر في تحفيزهم.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.