|


تركي السهلي
رينارد والسويكت
2021-03-01
أظهرت لقطة تلفزيونية السيّد هيرفي رينارد مدرّب المنتخب السعودي الأوّل لكرة القدم والدكتور صفوان السويكت رئيس مجلس إدارة النصر، وهما في حالة حوار يتولّى أمره أولاً الفرنسي الطويل والاستماع إليه من قبل ذي اللحية القصيرة. الحديث كان أثناء مباراة النصر وأبها الأخيرة ضمن منافسات الدوري.
والسؤال حينها: ما الذي يجمع بين الرجلين؟
بالتمعن، فإن الفرنسي قضى معظم عمره الذي تخطّى الخمسين في ميادين اللعبة، بين كونه لاعباً ومدرباً وحاز مع منتخبين إفريقيين بطولة أمم القارة السمراء، وهو الآن يسعى لأن يضع الأخضر في مكانته الآسيوية والتأهل إلى كأس العالم المقبل. بينما أنهى الدكتور الأصفر مرحلة تكوينه العلمي حائزاً على درجة الماجستير من المعهد العالي للقضاء، ولم يدر في خلده على الإطلاق أن يبتعد عن القانون ليجلس بجانب رينارد في مقاعد ملعب “مرسول بارك”. كان الالتقاء مستبعدًا جداً لكنها أعاجيب الرياضة.
ولا ندري ماذا كان يقول الفرنسي للمنحدر من الزلفي، لكننا قد نتخيل طبيعة الحوار الذي دار بينهما، فهو لم يمضِ بكل تأكيد بالكلام عن الطقس هذه الأيّام في الرياض ولا عن متعة التنزّه في نفود “الثويرات”، ولا عن عوامل نشوء “القرصان” و”الكرواسو” ولا عن إعداد الحليب بين فرنسا ونجد. بكل تأكيد أن النقاش بعيد عن طرق صناعة العطر الباريسي و”دهن العود”. ربما سأل الرئيس المدرّب عن مساحة الملعب وحدود المسافة وربما طلب منه أن يحدد له بالضبط أطوال القائم والعارضة، وأظن أن المدرّب حينها تجاهل الأسئلة.
الحقيقة أن الوضع محيّر في معرفة لماذا كان يهز صفوان رأسه وهيرفي يُسهب في الحديث، ولماذا أصلاً أظهر المدير الفني للمنتخب حماسته وهو يوجه رؤاه الفنيّة له؟ أحقاً كانت رؤى فنيّة؟ أعتقد أن رينارد قال لصفوان: هل الفتى رقم 14 من فريقك؟ ليردّ الرئيس: لا أستطيع الجزم بذلك لكنني أراه يرتدي قميص فريقي يا حضرة المدرّب، سأعود للعاملين معي لأحصل لك على إجابة مؤكدة. يسأله الفرنسي: بالمناسبة ما هو لون فريقك؟ فيقول الرئيس: تعرف يا مدربنا الكبير أن الألوان لا تثبت في حال التداخل مع ألوان أخرى. وسؤال آخر: من أنت يا رجل؟ فيرد الدكتور: أنا من أضاع في الملاعب عمره.. أنا الذي أتيت وفي جيبي مذكرة دفاع.. وجلست في مدرج. كلاهما يضحك وكلّنا لا يدري.. كلاهما لا يدري وكلّنا يضحك..