ـ في رسالة كريمة، كتب لي زميل عزيز: ”هل ممكن تكتب مقالة عن دور الزوجات في حياة الأدباء؟. ممكن يكون مدخلك للمقالة ما كتَبَتْهُ “آنا غريغور” في مذكراتها عن زوجها الروائي الكبير ديستويفسكي. ترجمة خيري الضامن، مختصرة ومفيدة وترجمة هاشم حمادي تفصيلية أكثر”.
ـ أشكر الزميل العزيز، لتفاعله معي وتفاؤلهِ بي، أعني لاطمئنانه إلى إمكانيّة أن أكتب كتابة جيّدة!. لكني أنقل لكم ردّي: “في الكتابة كل شيء ممكن وكل شيء غير ممكن بنفس الدرجة”!.
ـ الفكرة رائعة، وقد تختمر في الذهن يومًا فتُكتَب، لكن النقيض له نفس الحظ من الاحتمالات!. قد لا تختمر فلا تُكتَب!. ما أدراني؟!. هناك احتمال ثالث: تختمر ولكنها لا تُكتَب أيضًا!. الاحتمال السيّئ الوحيد، وهو ما لا أريد له أن يكون ممكنًا، هو أن لا تختمر الفكرة ومع ذلك تُكتَب!.
ـ باستثناء هذا الاحتمال الأخير، فإن بقيّة الاحتمالات مثل المشي على الحبل، أو على الأقلّ، مثل فكرة، أو.. نِيَّة، المشي على الحبل. الاحتمال الرابع فقط هو المخيف حقًّا، لأنه يرفع الحبل قريبًا من الرّقَبَة ويحوّله إلى مشنقة!.
ـ أدري، أو مُقتنع، بأنّ اختمار أي فكرة لموضوع لا يكفي لكتابته!. فالكتابة لُعبة، لا يُمكن معرفة أسرارها قبل الدخول فيها!. الكلمة تجرّ الكلمة، والحذف والإضافة مهمّتان لا تدري أيّهما أشقّ، أو أكثر إغراءً، من صاحبتها!.
ـ كل صباح أُفتِّش عن موضوع لليوم التالي. أجد مواضيع كثيرة، وهذا لا يكفي!. فحتّى يكتب الكاتب يحتاج إلى كثير من الحظ!.
ـ سهل جدًّا أن يُفتّش الكاتب عن موضوع فيجده. الصعب هو الالتقاء بالموضوع الذي تحس أنه كان يُفتِّش عنك في نفس اللحظة!.
ـ قد يكون هذا الموضوع بسيطًا، وأقلّ أهميّةً، من المواضيع التي فتّش عنها الكاتب ووجدها، لكن لا مُقارنة في الكرم والسخاء والعطاء والأريحيّة والمتعة!. الموضوع الذي يُفتِّش عنك، ويلقاك، يرمي لك بالكلمات والمعاني والصّور والشواهد والتعابير، فتغرف!. يلاعبك ويلعب معك، تسرحان وتمرحان!. يقرأ كلٌّ منكما الآخر ويكتبه بسعادة!.
ـ هذا لا يعني أن تجلس لا تفكّر في شيء ثم يأتيك الموضوع، رغم أن هذا يحدث، وكثيرًا أيضًا!. لكن بحثك وتفتيشك أمر مهم أيضًا، ومع الجدّيّة والجهد، كثيرًا ما تحظى بالمكافأة الأطيب: تفتّش فتجد ما يُفتّش عنك!. ساعتها، يا لحظّك، تدخل في صورة بدر بن عبد المحسن الشعرية: “من يسبق ويملا يديه... يشرب ملامح صاحبه”!.
ـ من الأفضل، دائمًا، تسجيل كل خاطرة، كل فكرة تمرّ في بالك، تسجيلها في كلمة، أو جملة خاطفة، والاحتفاظ بها في دفتر، أو في الجوّال، للعودة إليها فيما بعد، والنظر في أمرها!. ربما يكون في قربها منّا، ما يغريها للقفز والعناق في وقتٍ لاحق تختاره بنفسها!.
ـ هذا كل ما أعرفه عن الكتابة اليوميّة، بالإضافة إلى أمر آخر عجيب: قد تقضي النهار كله تفكّر وتحاول دون جدوى، لا تأتيك جملة واحدة!. ينقضي الوقت، يطالبك المسؤول عن الزاوية بالإسراع، مؤكّدًا لك حرج الوقت، وفجأة، وفي اللحظات الأخيرة المنفلتة من الزمن المقرّر، تنهمر الكلمات، وتكتب أفضل ما لديك، باستمتاع غريب عجيب!.
ـ خطر الكتابة اليوميّة، أعني النشر المنتظم، يكمن في احتمالية الفقد هذه!. أن تفقد الصدفة!، أو أن تفقد الحظ الحسن، فلا تجد ما يُفتِّش عنك من مواضيع لتكتبها!. لا أظنّ أنّ كاتبًا محترمًا، لم يفكّر بالتّوقف عن الكتابة، والاعتذار إلى مطبوعته، عشر مرّات، على الأقلّ، كلّ سَنَة!.
ـ أشكر الزميل العزيز، لتفاعله معي وتفاؤلهِ بي، أعني لاطمئنانه إلى إمكانيّة أن أكتب كتابة جيّدة!. لكني أنقل لكم ردّي: “في الكتابة كل شيء ممكن وكل شيء غير ممكن بنفس الدرجة”!.
ـ الفكرة رائعة، وقد تختمر في الذهن يومًا فتُكتَب، لكن النقيض له نفس الحظ من الاحتمالات!. قد لا تختمر فلا تُكتَب!. ما أدراني؟!. هناك احتمال ثالث: تختمر ولكنها لا تُكتَب أيضًا!. الاحتمال السيّئ الوحيد، وهو ما لا أريد له أن يكون ممكنًا، هو أن لا تختمر الفكرة ومع ذلك تُكتَب!.
ـ باستثناء هذا الاحتمال الأخير، فإن بقيّة الاحتمالات مثل المشي على الحبل، أو على الأقلّ، مثل فكرة، أو.. نِيَّة، المشي على الحبل. الاحتمال الرابع فقط هو المخيف حقًّا، لأنه يرفع الحبل قريبًا من الرّقَبَة ويحوّله إلى مشنقة!.
ـ أدري، أو مُقتنع، بأنّ اختمار أي فكرة لموضوع لا يكفي لكتابته!. فالكتابة لُعبة، لا يُمكن معرفة أسرارها قبل الدخول فيها!. الكلمة تجرّ الكلمة، والحذف والإضافة مهمّتان لا تدري أيّهما أشقّ، أو أكثر إغراءً، من صاحبتها!.
ـ كل صباح أُفتِّش عن موضوع لليوم التالي. أجد مواضيع كثيرة، وهذا لا يكفي!. فحتّى يكتب الكاتب يحتاج إلى كثير من الحظ!.
ـ سهل جدًّا أن يُفتّش الكاتب عن موضوع فيجده. الصعب هو الالتقاء بالموضوع الذي تحس أنه كان يُفتِّش عنك في نفس اللحظة!.
ـ قد يكون هذا الموضوع بسيطًا، وأقلّ أهميّةً، من المواضيع التي فتّش عنها الكاتب ووجدها، لكن لا مُقارنة في الكرم والسخاء والعطاء والأريحيّة والمتعة!. الموضوع الذي يُفتِّش عنك، ويلقاك، يرمي لك بالكلمات والمعاني والصّور والشواهد والتعابير، فتغرف!. يلاعبك ويلعب معك، تسرحان وتمرحان!. يقرأ كلٌّ منكما الآخر ويكتبه بسعادة!.
ـ هذا لا يعني أن تجلس لا تفكّر في شيء ثم يأتيك الموضوع، رغم أن هذا يحدث، وكثيرًا أيضًا!. لكن بحثك وتفتيشك أمر مهم أيضًا، ومع الجدّيّة والجهد، كثيرًا ما تحظى بالمكافأة الأطيب: تفتّش فتجد ما يُفتّش عنك!. ساعتها، يا لحظّك، تدخل في صورة بدر بن عبد المحسن الشعرية: “من يسبق ويملا يديه... يشرب ملامح صاحبه”!.
ـ من الأفضل، دائمًا، تسجيل كل خاطرة، كل فكرة تمرّ في بالك، تسجيلها في كلمة، أو جملة خاطفة، والاحتفاظ بها في دفتر، أو في الجوّال، للعودة إليها فيما بعد، والنظر في أمرها!. ربما يكون في قربها منّا، ما يغريها للقفز والعناق في وقتٍ لاحق تختاره بنفسها!.
ـ هذا كل ما أعرفه عن الكتابة اليوميّة، بالإضافة إلى أمر آخر عجيب: قد تقضي النهار كله تفكّر وتحاول دون جدوى، لا تأتيك جملة واحدة!. ينقضي الوقت، يطالبك المسؤول عن الزاوية بالإسراع، مؤكّدًا لك حرج الوقت، وفجأة، وفي اللحظات الأخيرة المنفلتة من الزمن المقرّر، تنهمر الكلمات، وتكتب أفضل ما لديك، باستمتاع غريب عجيب!.
ـ خطر الكتابة اليوميّة، أعني النشر المنتظم، يكمن في احتمالية الفقد هذه!. أن تفقد الصدفة!، أو أن تفقد الحظ الحسن، فلا تجد ما يُفتِّش عنك من مواضيع لتكتبها!. لا أظنّ أنّ كاتبًا محترمًا، لم يفكّر بالتّوقف عن الكتابة، والاعتذار إلى مطبوعته، عشر مرّات، على الأقلّ، كلّ سَنَة!.