|


هيا الغامدي
«برشلونة» ملك الريمونتادا
2021-03-05
الكتالونيون هم ملوك الريمونتادا في العالم، والكامب نو أرض المعجزات والسحر والخيال العذب والحقيقة.. ومن خلال برشلونة عرف العالم الريمونتادا، وهي كلمة إسبانية تعني العودة الكبيرة من الخلف والتعافي، وله الفضل في إدخال هذا المصطلح لكرة القدم الحديثة، وله استخدامات بالأدب اللاتيني والحروب، ووصف المعارك الأهلية وثورات الاستقلال خاصة عندما حاول إقليما الباسك وكتالونيا الاستقلال عن الحكم الإسباني..
الريمونتادا الجديدة التي حدثت للبارسا مع إشبيلية والتي انتهت بفوزه 3ـ0 رغم تأخره ذهابًا بـ2ـ0 لم تكن الأولى من نوعها على الكامب نو، فقد سبقها أربع ريمونتادات تاريخية بما يثبت قطعًا أن برشلونة هو ملك الريمونتادا في العالم..
لبرشلونة مع الريمونتادا صفحات من التاريخ قرر فيها استخدام هذا السلاح الفتّاك مع خصومه، بدءًا من تشيلسي 2000م، قلب خسارته أمامه من 3ـ1 لـ5ـ1 وأمام ميلان 2013، وأعظمها ما كان أمام باريس، وهي الانتفاضة الأكبر والأقوى ومنها سوّق لهذا المصطلح رسميًّا بعالم كرة القدم، عندما قلب تأخره في حديقة الأمراء من 4ـ0 لفوز خارق بالكامب نو 6ـ1 بمباراة تألق فيها الساحر البرازيلي نيمار، كانت عربون محبة وتذكرة دخول لقلوب الفرنسيين، دفعت باريس لتكبد ودفع الشرط الجزائي لبرشلونة لأجل ضم نيمار لصفوفه، بمباراة قلب فيها الطاولة البلوغرانا بوجه الباريسيين، وريمونتادا أمام إشبيلية 2019م..
برشلونة الذي عرف باستخدام سلاح الريمونتادا تجرع هو الآخر مرارته على طريقة “انقلب السحر على الساحر”، فتذوق في أحلك أوقاته سوادًا مع كرة القدم طعم الخروج والخسارة على يد خصومه بنفس السلاح مرتين سابقًا أمام روما الإيطالي وليفربول الإنجليزي بالبطولة الأوروبية، أعظمها ما كان أمام الليفر والذي قلب تأخره من 3ـ0 لفوز بـ4ـ0 2019..
ذكاء كومان خلاف من هم قبله من المدربين جعله يركز على هذه البطولة “الكأس الإسبانية” أكثر لصعوبة المنافسة مع الروخي بلانكوس “أتلتيكو” وسيموني والفارق النقطي، وبالتالي تجهيز أوراق خاصة وإراحة بعضهم والتركيز بها على طريقة “عصفور في اليد...”، وتأهله للنهائي منتظرًا الفائز من ليفانتي وأتلتيك بلباو في طريقه لحصد البطولة كونه الأفضل فنيًّا وتاريخيًّا.. منهما معًا..
برشلونة وكومان لديهما مهمة “ريمونتادا جديدة” في دوري الأبطال أمام باريس سان جيرمان المتقدم ذهابًا، ويحتاج لأكثر من أربعة أهداف للتأهل للدور ربع النهائي، فهل ينجح البلوغرانا في هذه المهمة من جديد ويثبتون أنهم وبحق ملوك الريمونتادا في العالم؟! أم لباريس رأي آخر فينقلب السحر على الساحر من جديد؟