أحمد الحامد⁩
ثنائيات فنية
2021-03-05
قبل أيام غرد الفنان الكبير عبدالله السدحان بمقطع فيديو جمع فيه بعض اللقطات من أعمال سابقة مع زميله الكبير ناصر القصبي، وأرفق مع الفيديو كلمات وجهها لناصر: “والله إني أحبك، وهذي رسالة عتب، قبلتها يا مرحبا ترى الدار دارك”، قد يكون لهذه الرسالة أسباب عدة، منها أنه اشتاق لرفيق دربه، ومنها أنه يريد أن يصلح فيما بينهما، وقد يكون السبب خلاف ذلك ولا يعرفه سوى عبدالله نفسه.
لن أخوض في السبب، لكنني سأتحدث فنياً عن الانفصال الذي حدث بينهما، وإن كان حديثي هذا بعد مرور سنوات طويلة على انفصالهما الفني، تاريخ كل ثنائي مهما استمر فإن مصيره الانفصال، افترق ثلاثي أضواء المسرح، حتى بعد تقديم سمير غانم وجورج سيدهم مجموعة من الأعمال سوياً بعد وفاة الضيف أحمد، وافترق عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج بعد أن قدما أبرز مسلسلاتهما معاً “درب الزلق والأقدار”، حتى الفرق الغنائية وبعد تحقيق النجاحات التي بنيت على كونهم فرقة كان مصيرها الانفصال، الفنان عادةً ملول، ويفضل أن يترك ما حقق ويحقق له النجاح مقابل أن يجد فضاءً جديداً يتنفس فيه هواءً مختلفاً يحقق فيه نجاحاً بطعم مختلف، وفي حالة عبدالله وناصر كان الافتراق طبيعاً من الناحية الفنية، وكان واضحاً أن ناصر أراد أن يحلّق في فضاءات مختلفة، كما أن عبدالله حلق في فضاءات مختلفة هو الآخر، بعد أن غادره ناصر، شيء آخر يجعل من افتراق الثنائي مسألة وقت، وهو أن حجم كل منهما يكبر، وتصبح نصف المساحة التي كانت كبيرة في البدايات صغيرة بعد سنوات من النجاح، عامل آخر يعزز الانفصال ويجعل من عودة الثنائي أمراً صعباً وهو عامل الزمن، فأبطال طاش ما طاش كمثال كانوا شباباً عندما قدموا مسلسلهم، ناقشوا فيه القضايا الاجتماعية وهم في سن مناسب فنياً لما كانوا يطرحونه بقالبهم الكوميدي المعروف، أما اليوم وبعد تقدمهم في السن، فلن يكون العمر مناسباً لنفس الأدوار، وإن عالجت قضايا المجتمع الحديثة، في لقاء سابق أجريته مع عبدالحسين عبدالرضا رحمه الله، سألته لماذا لا يكون هناك جزء ثانٍ لدرب الزلق، كنت أطرح السؤال بعد مرور 18 عاماً على درب الزلق، أجاب عبدالحسين بأن الزمن قد اختلف، وأعمارنا تقدمت في السن ولم تعد مناسبة لمثل درب الزلق، ومع أن عبدالحسين وسعد الفرج التقيا بعد ذلك في عدة أعمال، ولكن ليس كثنائي، بل في أعمال متفرقة ناسب فيها النص وجودهما معاً، وهذا ما قد يجمع عبدالله وناصر في يوم ما.