|


بدر السعيد
التاج الأغلى
2021-03-07
في العام 1996 بدأت علاقتي به.. وأعني بذلك علاقة الارتباط وليست علاقة المعرفة.. علاقة الود لا علاقة المتابعة.. علاقة الشغف التي تتجاوز حدود الاهتمام..
وبالطبع فأنا لست أول عاشقيه ولم أكن آخرهم، فالملايين سبقوني في عشقه والانتماء له، والملايين الأخرى سجلوا علاقتهم معه بعدي بل تجاوزوني في حبه..
وعلى الرغم من كونه كبير سيّد الكرة وزعيم أنديتها والمنصة الأضخم لنجومها على مدى التاريخ، والنادي الأعظم في قوته الاقتصادية، علاوة على ريادته لسوق الرياضة في العالم، والماركة الأغلى على الإطلاق.. إلا أن كل ذلك لم يكن السبب الوحيد والكافي لارتباطي بهذا الميرينجي العملاق.. فريال مدريد يا كرام أكبر وأهم من فريق تشجعه أو مجرد نادٍ تنتمي له..
ذلك الكبير جعل السادس من مارس ذكرى عالمية يتوقف عندها العالم كله، ليحتفل بعظمة ريال مدريد.. يوم أمس تجددت الذكرى للمرة المئة وتسعة عشر على تأسيس الملكي.. يوم أمس توقفت متأملاً ككل الأعوام، لكني هذه المرة وجدت نفسي مضطراً أن أغير موضوع مقالتي، وأخصصها للكبير الذي أحببته من قلبي فبادلني فرحاً تلو الفرح وفخراً تلو الآخر..
الريال يا كرام قصة تاريخية حديثة بالغة الجمال والحكمة والتحدي والنجاح.. الريال يا كرام منظمة أعمال رياضية صنعت الكثير من مفاهيم العمل الرياضي، بل أتقنت صناعتها.. الريال يا كرام تاريخ عميق ضربت جذوره عمق الماضي بكل تغيراته وظروفه.. تبدلت الأحوال اقتصاديًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا.. ظهر منافسون على قدر من النجاعة والتميز ثم غابوا وظهر غيرهم، إلا ذلك الملكي فقد بقي على مدى التاريخ قاسماً مشتركاً في البطولات..
تعلمت من تشجيعه أن البطل لا يلتفت لأحد ولا ينشغل الا بنفسه، فإما أن يطور إيجابياته أو يعالج سلبياته.. تعلمت من تشجيعه أن أعيش شعور المرشح الثابت لأي بطولة يخوضها وأي نزال يواجهه.. تعلمت أيضاً كيف يكون شعور المتفوقين بكل تبعاته التي تبدأ بالثقة مروراً بالكبرياء ثم وقوفاً عند العظمة..
كثر مستخدمو التاج.. وتعددت تصاميمهم وتنوعت أسماؤهم وألقابهم.. لكن ذلك كله ليس سوى اجتهاد محدود القيمة والتأثير والأحقية، فالجميع يدركون أن استخدام رمزية التاج لن تجعل منك ريال مدريد الذي ولد وعلى رقبته ميدالية من ذهب..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..