|


إبراهيم بكري
الرئيس ليس مشجعا
2021-03-10
الفارق ما بين المشجع ورئيس النادي أن الأول تسيطر عليه العاطفة في حبه لناديه، والثاني يفكر بعقله وليس بقلبه، حتى يضمن القرار الصائب منطقيًا وليس عاطفيًا.
القرار عندما يكون في المدرج وليس في غرفة الاجتماعات المغلقة بالنادي، فإنه دون أدنى شك أن النادي سوف تحاصره القرارات العاطفية من الجماهير التي تحكمها فرحة الفوز أو حسرة الخسارة.
شيء مهم يجب أن يدركه كل من يجلس على كرسي هرم أي نادٍ، أن الحرص على كسب ود الجماهير بالرضوخ لرغباتهم بشأن تغيير المدربين أو اللاعبين سوف يجعله يتهور في قرار قد يكون ضد مصلحة الفريق.
المشجع لا يعيش داخل النادي ويجهل كثيرًا من التفاصيل التي يعرفها رئيس النادي، من هذا المنطلق يجب أن يكون أي قرار في النادي يخضع لضوابط معينة يدركها كل شخص قريب من طبيعة العمل، حتى يضمن أي نادٍ أن سلطة القرار داخل أسوار النادي وليس في يد رابطة المشجعين.
يتكرر دائمًا قرار إدارة النادي إلغاء عقد مدرب الفريق الأول لكرة القدم، وتكليف مدرب شباب النادي أو مساعد المدرب بشكل مؤقت لامتصاص غضب الجماهير ويتدهور حال الفريق بصورة أكبر، لذلك تستطيع أن تقول إن هذا القرار العاطفي من رئيس النادي لكسب ود الجماهير تصرف عشوائي له آثار سلبية على مستقبل الفريق.
عندما تتأمل قرار الإقالة بعيدًا عن العاطفة، فإنه غير منطقي لأن وضع المدرب كان مطمئنًا وقادرًا على تصحيح الأوضاع الحرجة في الفريق، ومن مصلحة الفريق تأجيل القرار إلى ما بعد دراسة قرار من لجنة فنية تملك الخبرة في تقييم مستوى الفريق فنيًا على مختلف الأصعدة.

لا يبقى إلا أن أقول:
العمل الاحترافي لا يؤمن بالعاطفة، وأي رئيس غير خاضع لكائن من كان لا يلتفت لأي أحد وهو يصدر قرارًا فيه مصلحة ناديه وفقًا لإجماع مجلس إدارته، بغض النظر عن تأييد أو معارضة جماهير فريقه.
هكذا نريد رؤساء أنديتنا يمتلكون قراراتهم في أيديهم وليسوا مجرد أجساد يحركها الريموت كنترول من المدرج، والرئيس الناجح لا يلتفت لعاطفة الجماهير التي تجهل كواليس العمل داخل أسوار الأندية.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.