سبق وكتبت أنني في لقاء مع الفنان خالد الشيخ، مضى عليه عشرون عاماً، حاولت أن أثبت له أن طريقه الحالي الذي يسلكه غير صحيح، وهو الطريق الذي ابتعد فيه عن مساره القديم، المسار الذي أنتج أغاني منها كمنجه ونعم ونعم ويا عبيد، كنت أحاول أن أثبت له بأن هذه الأغاني هي من صنعت له الشهرة، وكنت محقاً في هذا الشأن، لكنه كان طوال الحلقة يحاول أن يشرح لي المفهوم التالي:
ليس كل ما هو مشهور جيد، وليس كل ما هو متداول يعني أنه الأفضل، وأنه يرى أن الأغاني التي صنعت شهرته في بداياته أغان ضعيفة وليست جيدة بمفهوم الجودة، وإنما “طقطقة”. وعندما نبهته بأن قناعته ستفقده جماهيريته قال: لا يهم.. حينها اعتقدت أن خالد الشيخ يعيش حالة مضطربة وغير مفهومة، وكنت محقاً بغير المفهومة ومخطئاً بالمضطربة، غير مفهومة لأنني لم أكن قادراً على الفهم حينها.
بالأمس شعرت برغبة الاستماع لخالد الشيخ، ووجدت نفسي اختار “عيناك” و”مرة فرح” و”لا خط لا هاتف”، ومع استماعي لهذه الأغاني سابقاً، إلا أنني استمعت لها هذه المرة وكأنني أسمعها للمرة الأولى، أغان مشغولة بعناية فائقة، تأخذك في عالمها وتعتني بسمعك وتخطفك من محيطك لتضعك داخل الحالة، وكأنك أنت الكاتب والملحن والمغني، بينما أنا الآن لست مستعداً للاستماع لكمنجه أو نعم نعم، لأنها أغان لا تبحث عن مستمع، بل عن مستمع راقص، ولأنها فعلاً “طقطقة” كما قال خالد، وللأسف لم أصدقه حينها، أو لم أكن قادراً على تصديقه. قبل أيام قرأت مقتطفات منقولة من لقاء تلفزيوني أجراه خالد الشيخ حديثاً، تحدث خلاله عن موسيقى اليوم، وأجد نفسي منحازاً لما يقوله لأنه يصف حالة عجزت عن التعبير عنها “الموسيقى الحالية عمياء وأصبحت تمشي مع السائد، رغم أن هناك نصوصاً شعرية تحتاج إلى معالجات مختلفة”، كلام خالد مهم وفيه إشارة واضحة لبعض الملحنين لأن يبتعدوا عمّا هو سائد، وعلى الملحن أن يقدم رؤيته التي يبتكرها هو لا أن يكرر ما هو منتشر لمجرد أنه منتشر، الرسالة التي وجهها خالد للملحنين، لا تصلح للملحنين فقط، بل لكل من لديه موهبة ويريد الاعتناء بها “اصعد إلى أعالي الجبال وابحث عن مكان لك، حتى إن كان صغيراً، لتترك بصمتك”.
ليس كل ما هو مشهور جيد، وليس كل ما هو متداول يعني أنه الأفضل، وأنه يرى أن الأغاني التي صنعت شهرته في بداياته أغان ضعيفة وليست جيدة بمفهوم الجودة، وإنما “طقطقة”. وعندما نبهته بأن قناعته ستفقده جماهيريته قال: لا يهم.. حينها اعتقدت أن خالد الشيخ يعيش حالة مضطربة وغير مفهومة، وكنت محقاً بغير المفهومة ومخطئاً بالمضطربة، غير مفهومة لأنني لم أكن قادراً على الفهم حينها.
بالأمس شعرت برغبة الاستماع لخالد الشيخ، ووجدت نفسي اختار “عيناك” و”مرة فرح” و”لا خط لا هاتف”، ومع استماعي لهذه الأغاني سابقاً، إلا أنني استمعت لها هذه المرة وكأنني أسمعها للمرة الأولى، أغان مشغولة بعناية فائقة، تأخذك في عالمها وتعتني بسمعك وتخطفك من محيطك لتضعك داخل الحالة، وكأنك أنت الكاتب والملحن والمغني، بينما أنا الآن لست مستعداً للاستماع لكمنجه أو نعم نعم، لأنها أغان لا تبحث عن مستمع، بل عن مستمع راقص، ولأنها فعلاً “طقطقة” كما قال خالد، وللأسف لم أصدقه حينها، أو لم أكن قادراً على تصديقه. قبل أيام قرأت مقتطفات منقولة من لقاء تلفزيوني أجراه خالد الشيخ حديثاً، تحدث خلاله عن موسيقى اليوم، وأجد نفسي منحازاً لما يقوله لأنه يصف حالة عجزت عن التعبير عنها “الموسيقى الحالية عمياء وأصبحت تمشي مع السائد، رغم أن هناك نصوصاً شعرية تحتاج إلى معالجات مختلفة”، كلام خالد مهم وفيه إشارة واضحة لبعض الملحنين لأن يبتعدوا عمّا هو سائد، وعلى الملحن أن يقدم رؤيته التي يبتكرها هو لا أن يكرر ما هو منتشر لمجرد أنه منتشر، الرسالة التي وجهها خالد للملحنين، لا تصلح للملحنين فقط، بل لكل من لديه موهبة ويريد الاعتناء بها “اصعد إلى أعالي الجبال وابحث عن مكان لك، حتى إن كان صغيراً، لتترك بصمتك”.