|


فهد عافت
كلمات عَفو الخاطِر!
2021-03-17
ـ فيما يخص الفن والأدب، وربما يعمّ كل شيء تقريبًا: ما وجدتني متيّقنًا واثقًا متأكّدًا من صحّة رأيي في شيء، مطمئنًا لاحتوائي له من كل جانب، إلّا وكنتُ أجهل الناس به!. أحبُّ شكوكي، وأنتمي لظنوني!. لذلك أحاول جعلها طيّبة كريمة!. والحمد لله أنها تستجيب لمحاولاتي كل يوم أكثر وأكثر!.
ـ إنْ مَشيتَ الدّرب، ولم تتعثّر فتتمكّن، ولم تسقط فتنهض، فأنت محظوظ كبير، لا عملاق ولا عبقري!. تصلحُ خَبَرًا، لكنك لا تصلحُ أثَرًا!.
ـ الإبداع يُولَدُ من رحم المعاناة!. أتفق معك، هذا صحيح، لكننا على غير اتفاق في تعريف “المعاناة” نفسها!.
أنت لا ترى في مسألة الفكر والتّدبّر وبراعة التّخيّل، وحُسن الصّياغة، وفرادة الأسلوب، والوقوف على “الرِّتم” أو الوقوع فيه: معاناة. وأنا، متى ما تحدّثنا عن الإبداع، لا أرى في غير ذلك “معاناة”!.
ـ كل مجالات الفن والأدب، يُمكِن للدّعاية والضّخّ الإعلامي والبهرجة مدفوعة الثّمن أو المجّانية، أن تنجح في خداعنا تجاهها، وأن تُسيِّر تقديرنا لها بشكل أو بآخر، وبدرجة أكبر، أو أقلّ، ممّا تستحق، باستثناء الموسيقى والأغنية!.
ـ الفعل الطّيّب للصّمت، وإنما يأخذ السّكوت صيتًا من التّشابه الخارجي لا أكثر!. الصّمت هو الذي من ذهب لا السّكوت!. الوقار والحكمة في الصّمت لا في السّكوت!. الصّمت يعني أنْ تترك مجالًا لغيرك يتكلّم فتتدبّر القول. للطبيعة أن تحكي لك من حكاياتها شيئًا تصير منه ويصير منك!.
يعني أن تتكلّم بلغة هي أكثر همسًا وشفافيةً وطُهرًا من أن تُرى أو تُمَسّ!. الصّمت حريّة، وإتاحة فُرصَة ليختبر الكلام ذاته فيك، يختبر ويختمر!. السّكوت ليس من هذا في شيء!. إنه يعني انتظارك، مُجبرًا، لينتهي الآخر من كلامه، لتُكمل ما انقطع من كلامك، ربما، دون أن تكون قد استمعت، أو استوعبت، شيئًا من الحديث الموجّه إليك!. لا من الآخَر ولا من الطّبيعة!.
قارئ الكتُب، ومتأمّل الفنّ، صامتٌ لا ساكِت!. الصّمت ليس نقيض الكلام، فالكلام أساس وطبيعة وخير في أصله!. الصّمت أدب وخفّة ظِلّ الظِّلّ!. يمكن للصّامت أن يكون ممتعًا، ولا يُمكن للسّاكت على الدّوام إلّا أن يكون مُمِلًّا!.
الصّمتُ تأمّل. السّكوت تململ!
الصّمت تعقيم. السّكوت عُقْم!.
ـ في تويتر، شاهدتُ ألبرت أينشتاين “يُرَتْوِتْ” لشكسبير كلامًا فارغًا!. عَجَبِي!.
ـ الدِّين شريعة الله وأمره في الأرض. التّدَيّن فهمك لهذه الشريعة!. بالتالي: الدِّين من الله، والتّديّن منك!. الدّين شرع الله، والتّديّن شرعك!. لا تطلب منّي اعتبار شرعك شريعة لي!. فأنا مثلك، تديّني حسب فهمي للدّين الذي هو من الله!. تديّني منّي مثلما هو تديّنك منك!.

ـ “قفلة”:
كم هو أنيق دقيق، رشيق ومليء بالرّحيق، هذا الشطر للشاعر سعيد المانع:
“وجهك بعث لي السّلام، وحَسّن أخلاقي”!.