|


طلال الحمود
صافرة عوض
2021-03-20
تسببت أخطاء حكام كرة القدم السعودية في حال احتقان استمرت طويلاً، قبل أن تنهي هذه الأخطاء وجود الحكم المحلي وتنال من سمعته بطريقة حالت دون حصوله على الثقة، وقادت الأندية لاحقاً إلى الاقتراض أحياناً لجلب حكام أجانب للخلاص من كابوس الصافرة المحلية وعجائب أصحابها التي لا تنتهي.
وكثيراً ما تصدى بعض المسؤولين والإعلاميين والمشجعين للانتقادت التي توجه ضد الحكم السعودي، غير أن أصوات هؤلاء بدأت تتراجع أمام توالي الأخطاء التي لم تترك للمدافعين عن أبناء جلدتهم فرصة للتبرير أو تهدئة الحنق بالعبارات الرومانسية والوطنية.
وعلى الرغم من تأهيل الحكم المحلي في كل بقاع الأرض، واستقدام عتاولة التحكيم في العالم لتدريبه، إلا أنه ما زال يعاني من قصور في الأداء بسبب قناعاته الشخصية وحساباته الخاصة في اتخاذ القرارات وتسيير المباريات، ويكفي دلالة على القناعات الغريبة مبدأ التعويض ومحاولة مصالحة أنصار النادي المتضرر في أقرب مناسبة، سواء خلال المباراة أو بعدها أو حتى في الموسم المقبل.
بالأمس قام الحكم بطرد مدافع الاتحاد أحمد حجازي في ضربة موجعة للاتحاد، قبل أن يحاول إثبات حياده من خلال احتساب ركلة جزاء ضد الرائد تحتمل أكثر من رأي، فضلاً عن تحيّن فرصة لطرد لاعب أو احتساب جزائية للتخفيف عن الفريق المتضرر، مع أن الرائد لم يتخذ قرار طرد حجازي ولم يقم الفتح في المباراة السابقة بإشهار البطاقة الحمراء ضد سعود عبد الحميد حتى يتحملا تكاليف تعويض الاتحاد، خاصة أن الحكم اتخذ قراراته بكامل قواه العقلية ولم يكن لخصوم الاتحاد دور في اتخاذها.
اللافت أن الاتحاد عانى من قرارات الحكام بطريقة لا يمكن تفسيرها إلا بالتخبط، خاصة أن التبعات تمثلت بإصابات تسببت في إبعاد لاعبين مهمين وطرد وإيقاف آخرين، وغالباً ما حاول أصحاب الصافرة تعويض الاتحاد بطريقة تبرهن على عدم قناعتهم بصحة القرارات المتخذة ضده، أو ربما ندمهم على حرمانه من هدف أو ركلة جزاء صحيحة.
الأمر ينطبق أيضاً على بقية الأندية في الدوري السعودي التي تواجه ممارسات الحكم المحلي، وطريقته الفريدة في التعامل مع أحداث المباريات، ما يجعل تأهيل الحكام معنوياً ونفسياً أمرًا يستحق الاهتمام، خاصة أن هذا الجانب يمثل خللاً في شخصية كثير من الحكام الحاليين والسابقين.