|


بدر السعيد
مسكين يا مدير
2021-03-20
في هذا الأسبوع ستتجه بوصلة مساري التاسع نحو حالة متكررة على مر أزمان ومفترقات منافسات كرة القدم المحلية على وجه التحديد.. تلك الحالة العجيبة في شكلها ومضمونها والمرتبطة ارتباطاً وثيقاً بأحد أهم عناصر الأطقم المساندة للاعب.. حكايتي اليوم ستكون عن العنصر الأكثر استقبالاً للنقد والأقل استقبالاً للثناء.. حكايتي اليوم عن إداري فريق كرة القدم..
خصصت مقالتي لذلك المنصب الذي يستوجب تحمل الكثير من المهام والمسؤوليات والقليل من الصلاحيات.. المنصب الذي لم يعد مطمعاً لكثير من المتميزين في إدارة كرة القدم، والسبب هو جهل الغالبية لطبيعة عمله، إذ لا يوجد وصف كامل وواضح لمهام ذلك الرجل، ما يفتح الباب على مصراعيه لوضع ما يشاء الإعلامي والمشجع من مهام بحسب المزاجية والتقديرات “الشخصية” البحتة..
أتابع ما يطرح في الإعلام الرياضي منذ أكثر من ثلاثة عقود وأتعجب من النقد والطرح الموجه تجاه منصب “مدير الكرة”، إذ لم أجد من يفند بواقعية واستناد أدوار ذلك المنصب ومهامه وواجباته.. فتارة تجد أن بعضهم يحمله مسؤولية “التحضير النفسي” للاعبين.. وتارة أخرى تجده يتحمل جزءًا من مفاوضات اللاعبين سواء في التمديد لأحدهم أو استقطاب الآخر.. وغيرها من المهام التي رددها الإعلام الرياضي كثيراً حتى باتت وكأنها قواعد ثابتة ومسؤوليات رسمية يتحملها مدير فريق كرة القدم في أنديتنا.. وهذا بالطبع مشهد لا تجده في الأندية الأوروبية التي تفوقت علينا بمراحل، وذلك لأن البعيد قبل القريب يدرك أدوار ومهام ومسؤوليات مدير الفريق، فلا يحمل فوق طاقته ولا يشرك في أمور لا ناقة له فيها ولا جمل.. ومنها العلاج النفسي أو التهيئة النفسية التي لا أعرف منذ متى كانت من اختصاص رجل إداري وليست من مهام أخصائي علم النفس الرياضي، الذي بخلنا على أنديتنا بوجوده ضمن الأطقم المساندة..
أشاهد وأسمع ذلك الطرح العجيب تجاه نظرتنا لمدير الكرة فأقف مشفقاً على كل من تولى تلك المهمة، خصوصاً حين يكون منتمياً لناد جماهيري كبير في شعبيته وتأثيره على المجتمع.. فكم خسرنا من الكفاءات الإدارية في الأندية بسبب سوء معرفة أدوارهم ومهامهم وغياب الأرضية المشتركة التي ننطلق من خلالها لنقد مديري الكرة ومحاسبتهم وشكرهم.. وقبل أن نخسرهم فقد جعلناهم في وجه مدفع النقد والحساب والعقاب أمام إعلام وجمهور جعل من الإداري أحد أبرز الشماعات التي يعلق عليها سوء نتائج وأداء فريقه..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..