في بداية العشرينيات من عمري عشت مع أحد الأصدقاء في شقة واحدة مدة عامين، كانت أيام شباب مليئة بالأحلام والاندفاع القريب من الجنون، ومليئة بالمواقف الإنسانية التي حببتنا ببعضنا بعضًا، وبالكثير الكثير من الأغاني، والمكان إذا ملأته الأغنيات يصبح مكانًا صالحًا للحياة بحب.
كنت أكتب الخواطر والشعر المليء بالعاطفة والفاقد للوزن، وكنت أوقعه تحت اسم “المنسي”، رغم أنني لم أكن أنشره، وأظن بأنه لن ينشر إذا ما حاولت نشره، لأن مستواه غير صالح للنشر، أما سبب اختياري لهذا اللقب الذي نسيته منذ تلك الأيام فأظنه طلبًا للتعاطف مع خواطري وأبياتي غير الموزونة.
أما صديقي فكان القارئ والمستمع العظيم لكل ما كنت أكتبه وألقيه، ويطلب مني بين فترة وأخرى إلقاء قصيدة أو قراءة خاطرة، كما أنني كنت كاتب رسائله العاطفية، ولا أنسى تلك الليالي التي كان فيها حزينًا لأن حبيبته فارقته.
حاولت أن أجبر بخاطره فقلت له إن السبب ليس في شخصيته المتميزة والطيبة والرومانسية بل في سوء التعبير في الرسائل التي كتبتها له، كانت ضحكته بعد أن سمع تفسيري هي لحظة خروجه من حالة الإحباط التي لازمته عدة أيام، عندما افترقنا وذهب كل واحد منا إلى بلد في قارة مختلفة، بقيت ذكريات تلك الأيام في ذاكرتي بكل أنغام ومقاطع أغانيها، واحتفظ هو بمكانته في قلبي.
العجيب أننا بعد سنوات من فراقنا لم نعد نسأل على بعضنا بعضًا، ومرت أعوام طويلة دون أن نبعث برسالة لبعضنا نعبر فيها اشتياقنا واهتمامنا. بالأمس وفي منزل أحد الأصدقاء وبعدما صافحت أحدهم وبدأت في مصافحة الشخص الذي بجانبه أمسك بيدي ونظر متمعنًا وقال: إشلونك يالمنسي! كانت لحظات شديدة الفرح، واكتشفت أن صاحب الدعوة جهز لي هذه المفاجئة السعيدة، وبمجرد أن جلسنا معًا وبدأنا بالحديث حضرت الذكريات واستعدنا بدقائق ما كنّا نعتقد بأن الذاكرة نسيته للأبد، لم أشعر بطعم السعادة منذ مدة طويلة كما شعرت بها، وأنا أحتضن صديقي العزيز.
بعد مغادرتي بساعات أدركت حجم تقصيري تجاهه وتجاه نفسي، حتى إن بادلني هو هذا التقصير، كان يجب أن أكون مبادرًا دائمًا، أكثر ما يجعلنا نؤجل تواصلنا مع أحبتنا وأصدقائنا هو ضماننا الدائم بوجودهم، ثم إذا ما فقدنا أحدهم فجأة فاضت مشاعر الندم على تقصيرنا بالسؤال والاهتمام. استعيدوا أحبتكم واشعروا بحلاوة اللقاء.
كنت أكتب الخواطر والشعر المليء بالعاطفة والفاقد للوزن، وكنت أوقعه تحت اسم “المنسي”، رغم أنني لم أكن أنشره، وأظن بأنه لن ينشر إذا ما حاولت نشره، لأن مستواه غير صالح للنشر، أما سبب اختياري لهذا اللقب الذي نسيته منذ تلك الأيام فأظنه طلبًا للتعاطف مع خواطري وأبياتي غير الموزونة.
أما صديقي فكان القارئ والمستمع العظيم لكل ما كنت أكتبه وألقيه، ويطلب مني بين فترة وأخرى إلقاء قصيدة أو قراءة خاطرة، كما أنني كنت كاتب رسائله العاطفية، ولا أنسى تلك الليالي التي كان فيها حزينًا لأن حبيبته فارقته.
حاولت أن أجبر بخاطره فقلت له إن السبب ليس في شخصيته المتميزة والطيبة والرومانسية بل في سوء التعبير في الرسائل التي كتبتها له، كانت ضحكته بعد أن سمع تفسيري هي لحظة خروجه من حالة الإحباط التي لازمته عدة أيام، عندما افترقنا وذهب كل واحد منا إلى بلد في قارة مختلفة، بقيت ذكريات تلك الأيام في ذاكرتي بكل أنغام ومقاطع أغانيها، واحتفظ هو بمكانته في قلبي.
العجيب أننا بعد سنوات من فراقنا لم نعد نسأل على بعضنا بعضًا، ومرت أعوام طويلة دون أن نبعث برسالة لبعضنا نعبر فيها اشتياقنا واهتمامنا. بالأمس وفي منزل أحد الأصدقاء وبعدما صافحت أحدهم وبدأت في مصافحة الشخص الذي بجانبه أمسك بيدي ونظر متمعنًا وقال: إشلونك يالمنسي! كانت لحظات شديدة الفرح، واكتشفت أن صاحب الدعوة جهز لي هذه المفاجئة السعيدة، وبمجرد أن جلسنا معًا وبدأنا بالحديث حضرت الذكريات واستعدنا بدقائق ما كنّا نعتقد بأن الذاكرة نسيته للأبد، لم أشعر بطعم السعادة منذ مدة طويلة كما شعرت بها، وأنا أحتضن صديقي العزيز.
بعد مغادرتي بساعات أدركت حجم تقصيري تجاهه وتجاه نفسي، حتى إن بادلني هو هذا التقصير، كان يجب أن أكون مبادرًا دائمًا، أكثر ما يجعلنا نؤجل تواصلنا مع أحبتنا وأصدقائنا هو ضماننا الدائم بوجودهم، ثم إذا ما فقدنا أحدهم فجأة فاضت مشاعر الندم على تقصيرنا بالسؤال والاهتمام. استعيدوا أحبتكم واشعروا بحلاوة اللقاء.