|


هيا الغامدي
بدون الكرة «حياتي لا تساوي شيئا»
2021-03-26
لم تحظ لعبة رياضية حول العالم كما حظيت كرة القدم من اهتمام ومزاولة وعشق ومتابعة وشعبية، لعبة الفقراء والأغنياء البسطاء والمثقفين رواد الفضاء والعاملين بالمصانع والحقول، الأطفال والكبار لا تتطلب الكثير ويمكن مزاولتها بأي مكان، نوادٍ، صالات رياضية، ملاعب رسمية، شوارع، على أسطح المنازل، الحدائق، كل الشعوب تحب كرة القدم وتعدها وجبتها المفضلة، ومن أجلها تقيم المباريات والمسابقات، ولكرة القدم أكبر عدد من المتابعين والممارسين الرياضيين.
قديمًا كانت كرة القدم “طعام الفقراء”، والآن أصبحت علمًا يدرس “مناهج وبحوثًا”، بعد أن أصبح يركز على التكتيك والمهارة والتنظيم.. كرة القدم لم تعد مجرد كرة مستديرة تتقاذفها الأقدام الفقيرة، بل أصبحت تعتريها بعض الصراعات التجارية والسياسية والثقافية، ومع بدايات القرن الـ21 استبدلت الكرة “المهارية” بالكرة “التكتيكية”، ما أدى إلى غياب اللاعبين البرازيليين/ الأرجنتين عن ساحات كأس العالم وغياب اللاعبين المهاريين لاعتمادها على التكتيك، وهو علم قائم بحد ذاته يدرس بالمعاهد والجامعات والأكاديميات، وأصبحت مهارة اللعب بالقدمين والذكاء والرؤية ودقة التمرير هي المسيطر.. فبدأنا نرى فرقاً كانت ضعيفة بدأت تبرز على السطح.. ولكرة القدم علاقة بعلوم عدة، علوم الطب لاستبيان الحالة الجسدية، وعلم الرياضيات الإحصائي لقياس مقدار الجهد البدني وتحديد حالة جاهزية اللاعبين بدنيًّا وذهنيًّا ورقميًّا، ودراسة الخصم من هذه النواحي وعلم النفس كذلك..
عالم كرة القدم لا منطق له عالم متقلب مدّور كالكرة تمامًا، ومن اللامنطق يمكن أن يوجد المنطق أحيانًا ولكل قاعدة شواذ.. فهناك فريق يصنع مدربًا ومدرب يصنع فريقًا ومدرب يصنع كرة القدم ويقدمها كمنتج قابل للتصدير والتدوير والتحوير.. من فوائدها العدوى العقلية بمعنى تأثر المشجعين بحالة فريقهم وقس على ذلك.. فهناك قلة تشاهد الكرة للاستمتاع بالتكتيك وهناك من يتابع/ يشجع للانتصار والتسجيل، فقناعة ليس من المهم أن تفوز لكن من المهم أن تلعب، محيرة بحد ذاتها خاصة أن الكرة أهداف..
“بدون كرة القدم حياتي لا تساوي شيئا”، مقولة عظيمة للدون كريستيانو رونالدو واحد من أهم وأبرز ما أنجبت كرة القدم الحديثة من أساطير للدلالة على أهمية كرة القدم، ولا تقل عن تعبير نيمار بأن السعادة ليست بإحراز الكرة الذهبية، بل لعب كرة القدم والاستمتاع بها، فهي أفيون الشعب وهرمون سعادته..
بعد عوائق الجائحة الأخيرة.. هل لكرة القدم انتصار قريب على كورونا لإعادة الجمهور للمدرجات من جديد؟!