|


بدر السعيد
يكرم «البراند» أو يهان
2021-03-27
نعيش في زمن أصبح معه الاستثمار الرياضي جزءًا لا يتجزأ من عمل أي منظمة أعمال رياضية أو حتى على مستوى الأفراد.. زمن باتت فيه لغة المال عنصرًا أساسيًّا مهمًا، لدرجة يكاد فيها أن يكون اشتراطًا للنجاح والفشل.. المال الذي تعددت مصادر الحصول عليه، ومن تلك المصادر الرعايات التجارية بمختلف أشكالها وصورها سواء تلك الشراكات طويلة الأجل الممتدة لموسمين أو أكثر أو تلك الاتفاقيات القصيرة المرتبطة بإعلان أو رعاية لفترة قصيرة سواء حدثًا رياضيًّا محددًا أو موسمًا واحدًا فقط.
لا أعتقد أنني سأحتاج إلى الكثير من الجمل لأصل معكم إلى وصف حالة “الارتباط” التي تصنعها أي اتفاقية أو شراكة بين العنصر الرياضي والآخر التجاري، فهي نتيجة حتمية تزرعها وتظهرها تلك الشراكة أو الاتفاقية في أذهان المتابع والمشجع وغيرهم، حتى يصبح معها الارتباط الذهني والعاطفي ظاهرًا على ألسنة وسلوكيات مختلف الفئات المستهدفة.. وهنا مربط الفرس.
حين يأتي الارتباط الذهني بين هذا النادي وتلك الماركة التجارية فإن عجلة التحدي تكون قد انطلقت لدرجة لا يملك معها أي طرف أن يتحكم في ردود الأفعال تجاه انعكاسات ذلك الارتباط على المستويين الإيجابي والسلبي.. فنتائج ذلك النادي وسلوكيات عناصره وممثليه الرسميين في أنماط العمل والظهور والتمثيل والتعامل ستكون معبرًا “غير مباشر” عن تلك الماركة التجارية التي اختارت لنفسها أن تكون “شريكًا” ارتبط اسمه وشعاره وهويته مع هذا النادي أو ذاك.
ويبقى الرهان قائمًا على مستوى أصحاب القرار في العلامات التجارية من حيث اختيار الشريك الأنسب والأمثل.. الشريك الذي سترتبط سمعة العلامة التجارية به شاء من شاء وأبى من أبى. فالتعامل مع سلوكيات المستهلك بمختلف اختيارات العقول وتفضيلاتها هو مرحلة متقدمة من القراءة والاستطلاع قبل اتخاذ قرار الارتباط مع أي نادٍ أو فريق أو لاعب أو منشأة رياضية.. فهل سيكون ارتباطهم بذلك النادي ذي القميص الذي يعيش أفراده في محيط المنصات والأخلاق الرياضية العالية أو مع الآخر الذي ارتبط اسمه بالمشاكل التي يصنعها سوء سلوك مسيريه وعناصره الفنية التي تخرج كثيرًا عن النص.
ومن هنا فإنه على كل “براند” أن يكون حذرًا في اختيار شريكه الذي سيمثله في سوق العمل الرياضي بمختلف مشاهده وفصوله وزواياه وهو اختبار دقيق يكرم فيه “البراند” أو يهان.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.