عندما بدأ الإندونيسي ساديمان بزراعة الشجر في أرض قاحلة، لا تبعد كثيرًا عن قريته، وصفه سكان القرية بالرجل المجنون. كان هناك شبه اتفاق بين أغلبية سكان القرية على أن ساديمان مجنون، لأنه كان يفعل أمرًا مختلفًا وغير معتاد، لكنه لم يتوقف طوال 27 عامًا عن زراعة الأشجار في الأرض التي لا حياة فيها، حتى صارت واحةً، تملأها الأشجار والمياه، وعمَّت الفائدة الجميع.
أعجبتني قوة ساديمان، ليس في تمكُّنه من زراعة 11 ألف شجرة، فهذه نتيجة مجهود، استمر 27 عامًا، وإن كان مجهودًا يستحق الإعجاب والتقدير. ما أعجبني ثقةُ ساديمان في نفسه، وكيف استطاع مقاومة كل الأصوات عندما وُصِفَ بالمجنون. كيف لم يضعف، وتمسَّك بقناعته بأنه على حقٍّ، على الرغم من أنه فردٌ وهم مجموعة. كان شجاعًا للدرجة التي أظهرت اختلافه. تساءلت وأنا أقرأ عن ساديمان، الذي تناقلت وسائل الإعلام إنجازه الكبير: كم شخصًا منا ترك قناعته، وضعفت ثقته في نفسه لمجرد أن الأكثرية قالت له إنه مخطئ؟ عمومًا. الأعمال الكبيرة لا ينجزها إلا الواثقون من أنفسهم مهما كثر عدد المخالفين لهم. ذكَّرني ساديمان بالفرنسي برنارد شافيل. استمرَّ برنارد في بناء قصر من الحجارة طوال 33 عامًا. كان أيضًا يوصف بالمجنون، وكان أبناء الحي الذي يعيش فيه، يلقون عليه الحجارة أثناء مروره بعربته الصغيرة، التي يحمل فيها حجارته بعد جمعها كل يوم. برنارد بنى تحفة فنية، صارت مزارًا سياحيًّا في جنوب فرنسا، ومن الطبيعي ألَّا يأتي تكريم برنارد من قِبل أبناء الحي، بل من كبار المهندسين والفنانين العالميين، فقد قال عنه بابلو بيكاسو: إنه عبقري الهندسة الفطرية.
يحكي أحد الزملاء عن بداية أحد أبناء مدينته في التجارة، بأنه كان يمتلك أفكارًا مختلفة، وعندما شاهدناه يبدأ مشروعه التجاري الصغير، وصفناه بالغبي، وبعد أن رأيناه يحقق شيئًا من النجاح وصفناه بالمحظوظ، وحينما حقق نجاحًا كبيرًا، وصار رجل أعمال، حاولنا الالتصاق به. يحلِّل الزميل ذلك بأن دافعهم الأول عندما بدأ ابن مدينتهم تنفيذ فكرته، كان الجهل، أما الثاني عندما حقق شيئًا من النجاح، فكان الغيرة، في حين كان الدافع من وراء محاولة الالتصاق به الطمع. كان الزميل يحكي لنا عن القوة التي يحتاج إليها الإنسان ليتخطى بها عوائق النجاح، وأولها الخوف والضعف.
أعجبتني قوة ساديمان، ليس في تمكُّنه من زراعة 11 ألف شجرة، فهذه نتيجة مجهود، استمر 27 عامًا، وإن كان مجهودًا يستحق الإعجاب والتقدير. ما أعجبني ثقةُ ساديمان في نفسه، وكيف استطاع مقاومة كل الأصوات عندما وُصِفَ بالمجنون. كيف لم يضعف، وتمسَّك بقناعته بأنه على حقٍّ، على الرغم من أنه فردٌ وهم مجموعة. كان شجاعًا للدرجة التي أظهرت اختلافه. تساءلت وأنا أقرأ عن ساديمان، الذي تناقلت وسائل الإعلام إنجازه الكبير: كم شخصًا منا ترك قناعته، وضعفت ثقته في نفسه لمجرد أن الأكثرية قالت له إنه مخطئ؟ عمومًا. الأعمال الكبيرة لا ينجزها إلا الواثقون من أنفسهم مهما كثر عدد المخالفين لهم. ذكَّرني ساديمان بالفرنسي برنارد شافيل. استمرَّ برنارد في بناء قصر من الحجارة طوال 33 عامًا. كان أيضًا يوصف بالمجنون، وكان أبناء الحي الذي يعيش فيه، يلقون عليه الحجارة أثناء مروره بعربته الصغيرة، التي يحمل فيها حجارته بعد جمعها كل يوم. برنارد بنى تحفة فنية، صارت مزارًا سياحيًّا في جنوب فرنسا، ومن الطبيعي ألَّا يأتي تكريم برنارد من قِبل أبناء الحي، بل من كبار المهندسين والفنانين العالميين، فقد قال عنه بابلو بيكاسو: إنه عبقري الهندسة الفطرية.
يحكي أحد الزملاء عن بداية أحد أبناء مدينته في التجارة، بأنه كان يمتلك أفكارًا مختلفة، وعندما شاهدناه يبدأ مشروعه التجاري الصغير، وصفناه بالغبي، وبعد أن رأيناه يحقق شيئًا من النجاح وصفناه بالمحظوظ، وحينما حقق نجاحًا كبيرًا، وصار رجل أعمال، حاولنا الالتصاق به. يحلِّل الزميل ذلك بأن دافعهم الأول عندما بدأ ابن مدينتهم تنفيذ فكرته، كان الجهل، أما الثاني عندما حقق شيئًا من النجاح، فكان الغيرة، في حين كان الدافع من وراء محاولة الالتصاق به الطمع. كان الزميل يحكي لنا عن القوة التي يحتاج إليها الإنسان ليتخطى بها عوائق النجاح، وأولها الخوف والضعف.