عاصمة هولندا تستغل كورونا في ضبط حركة الزائرين وتجنب الاضطراب
قيود تغير وجه سياحة أمستردام
يتزامن سطوع شمس الربيع الدافئة على هولندا مع تحركات متسارعة في أمستردام، العاصمة، لكبح جماح حشود السياحة الخارجية المتوقع وصولها بعد وباء كورونا.
ورغم تحول المدينة من مكتظة بالزائرين الدوليين إلى شبه فارغة، يبدي سكانٌ ارتياحهم.
وتنقل صحيفة “ذا نيويورك تايمز” الأمريكية عن سونيا فيليبس، وهي صاحبة مطعم، قولها “دون الحشود، بدت مدينتنا أكثر هدوءًا وجمالًا مما رأته في أي وقت مضى”. لكنها تقر بافتقادها، حاليًا، السياح.
ومع استمرار انخفاض الزيارات، يحاول قادة العاصمة فرض قيود جديدة، بعضها على الإيجارات قصيرة الأجل، لعلاج المشكلات القديمة الناجمة عن السياحة، لكن وسط جدلٍ حول الإجراءات المقترحة.
وتشير الصحيفة، في تقرير مطول أمس الأول، إلى “توتر تحاول العاصمة الهولندية لأعوامٍ تجاوزه، كيف تحفظ مكانتها مركزًا دوليًا نابضًا بالحياة دون أن تتحول إلى غير صالحة للعيش الدائم”.
وبدأ تذمر السكان في 2013، عندما تعافت السياحة تمامًا من الانكماش الناجم عن أزمة 2008 المالية.
وتتمحور شكاواهم حول تسبب أعداد الزائرين الكبيرة في صخب واضطراب وسط المدينة، وارتفاع أسعار المساكن، والسيطرة على بعض أجمل المناطق التاريخية.
منذ ذلك الحين وحتى ظهور الوباء، نمى باضطراد عدد الزائرين. وفي 2019، بلغوا 21 مليونًا و700 ألف، في رقم قياسي للمدينة، التي تقطنها 870 ألف نسمة.
وينسب التقرير إلى جيرتي أودو، مديرة منظمة “أمستردام والشركاء”، إقرارها بـ “الحاجة إلى تغيير كل ما نعرضه.. إذا أردنا إعادة التوازن”. وتدير هذه المنظمة، غير الربحية، السياحة في أمستردام بدعمٍ من الحكومة.
وقبل كورونا، اتخذت العاصمة بالفعل إجراءات تخفيفية، منها حظر الجولات المصحوبة بمرشدين في منطقة الضوء الأحمر، وزيادة الضريبة السياحية.
وبعد تفشي الفيروس، استمر الضغط، بقيادة فيمكي هالسيما عمدة المدينة، لتنظيم السياحة، مع تركيز على منطقة الضوء الأحمر، وهي جزء قديم و”مغناطيس” ضخم للسياح.
واقترحت هالسيما، في وقت سابق، قيودًا على استفادة الزائرين من المقاهي. وحاليًا، كشفت متحدثة باسم المدينة عن دراسة الآثار المحتملة لمثل هذه الخطوة.
وتلحظ الصحيفة الأمريكية اختفاء أنشطة تجارية وخدمات، اعتاد السكان عليها مثل المخابز ومحلات الجزارة. بدلًا منها، افتُتِحَت متاجر تستهدف السياح، ببيع المثلجات وفطائر الشيكولاتة وغيرها من المأكولات.
كذلك، أدى ارتفاع الإيجارات لهجر السكان قلب مدينتهم، حسبما لاحظت جيرتي أودو عندما غادر الزائرون بعد تفشي الوباء.