أحمد الحامد⁩
الصانع الأول
2021-04-04
في مثل هذا الشهر من العام 1973 أجرى المهندس مارتن كوبر أول اتصال بالهاتف المحمول الذي صنعه، أسس بهاتفه ذاك مستقبل الاتصال اللاسلكي الذي استفادت منه الشركات وكل سكان العالم، أما نحن فلا نعرف كوبر مثلما نعرف ستيف جوبز الذي استفاد مما فعله كوبر، ثم أضاف عليه ما يصلح للقرن الواحد وعشرين، حتى صارت ميزانية شركته ميزانية دول.
الأمر نفسه مع إيلون ماسك مؤسس شركة تيسلا للسيارات الكهربائية، لكننا وليس جميعنا لم نكن نعرف أن العالم تيسلا هو من ابتكر المحرك الكهربائي الذي استفاد منه إيلون ماسك، الجيد في إيلون أنه أطلق على شركته اسم الصانع الأول، أظن بأنه قدم بذلك وردة محبة لتسيلا عن جميله الذي قدمه وأضاف عليه ماسك جهوده وأفكاره. نحن جميعاً كذلك، مستفيدون ممن سبقونا بصورة ما، حتى وإن بدونا بأشكال تخصنا وحدنا إلا أن فيها دائماً ملامح ممن تأثرنا بهم، شعرنا بذلك أو لم نشعر، ومهما اختلفت النتائج إلا أنها متصلة بغيرها ممن سبقها.
يقول الشاعر محمد حمزة عندما كتب زي الهوى لعبدالحليم: كان بيزن في دماغي معنى في قصيدة اليم للمتنبي بيقول قبض الريح، يعني بالبلدي ماسك الهوى، عجبني التشبيه وفضل في دماغي سنتين وكنت أفكر أقوله إزاي، وكتبته: وأتاريني ماسك الهوى بأيديّ ماسك الهوى.
قبل 19 عاماً أسمعت الفنان سعد الفهد مطلع أغنية، أعجبه المطلع وطلب مني أن أكمله ليصلح كأغنية، فأكملت النص الغنائي خلال 20 دقيقة على غير العادة، وكتبت في الكوبليه الثاني:
قلبي الطيب أمن لك
خَطا وحب واحدٍ مثلك
قليلة ناس تشبه لي
وكثيرة ناس تشبه لك
كنت سعيداً بالمعنى وكان سعد معجباً فيه، بعد أسابيع قليلة من نزول الأغنية، وعندما كنت أقود سيارتي، وجدت نفسي أدندن أغنية قديمة لراشد الماجد اسمها ( ماينفع ) كتبها خالد هياس، وكنت ممن أعجب بالأغنية وحفظ كلماتها، في الكوبليه الأول أو الثاني كتب خالد:
شوف البشر كم لون
لي لون ولك كم لون؟
مثلي في الوفا نادر
ومثلك في البشر مليون