|


بدر السعيد
ورحل «ابن الأصل»..
2021-04-04
كان يوم الأربعاء الماضي شاقًا على كل المستويات ومرهقًا لدرجة كبيرة اجتمعت فيها كل مسببات الإجهاد.. وحين وصلت إلى المنزل كانت الصاعقة بانتظاري حيث تلقيت خبر وفاة أحد الأصدقاء الأنقياء المقربين إلى قلبي.. توقفت عن الحديث والتفكير لدقائق بعد أن تملكتني الصدمة لأقف أمام تمسكي بإيماني بقضاء الله وقدره..
تلك الليلة كان “تويتر” مزدحمًا بالمشاعر أمام خبر وفاة الشاب اللبناني الوفيّ “محمد الرز”.. ذلك الرجل الذي عاش بيننا لسنوات كان فيها مثالًا للبطل الذي لا يخاف في الحق لومة لائم.. الرجل الذي كان بإمكانه العيش بين أوساط الجماهير ليكتفي بتحقيق الشهرة التي حققها من تأثيره الرياضي على الساحة.. لكن “محمد” كان في الموعد ووقف وقفة الجبل أمام كثير من الإساءات التي تعرضت لها بلادنا من قبل “بعض” بني جلدته الذين تملكهم الولاء الأعمى للنظام الإيراني واسودت قلوبهم حقدًا على كل ما هو سعودي..
وحتى أختصر مواقف البطل “محمد الرز” فإني سأكتفي بتغريدته المثبتة في حسابه الشخصي والتي تحمل تسجيلًا مرئيًا وجهه لناكري معروف السعودية عليهم وهو المقطع الذي عنونه بـ”ابن الأصل لا ينسى معروف السعودية” وعلى الرغم من كون ذلك المقطع لم يتجاوز الأربع وأربعين ثانية في مدته إلا أن تأثيره كان واسعًا ومزلزلًا لقلاع الكذب والبهتان والنكران تجاه السعودية.. نشر “محمد” تلك التغريدة بكل شجاعة ووضوح على الرغم من علمه بصعوبة ما سيواجهه من عداء وإساءة وترصد من قبل أولئك الكارهين إلا أن شجاعته كانت أقوى من كل ذلك بكثير.. ولا أعتقد أن باستطاعتي الإشارة إلى كل المواقف التي كنت شاهدًا عليها في مسيرة ذلك الرجل لكن اشتراطات عدد مفردات المقال تجربني على ذلك..
أعلم يقينًا أن محمدًا لن يقرأ كلماتي هذه لكني على يقين أنه أدرك في حياتي كمية الحب المتبادل الذي وجده من أبناء هذا الوطن وأنا أشهد الله على ذلك.. وأدرك هو وعائلته وأقاربه كمية الوفاء والعطاء الذي وجده محمد من الأصدقاء والمعجبين السعوديين على مدار الأعوام التي قضاها “مقيمًا” في قلوبنا قبل أرضنا.. توفي “ابن الأصل” محمد وبقيت له من الدنيا ابنة ستدعو له بإذن الله وأحبة لن ينسوه من صالح دعواتهم.. رحمك الله يا ابن “عكار” وجعل منزلتك في الفردوس الأعلى من الجنان..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..