|


سعد المهدي
الفيصلي صنع الحدث
2021-04-05
قبل سنوات خمس على أكثر تقدير، كان يمكن توقع أن يلعب ناديا التعاون والفيصلي على نهائي كأس الملك ضرب من الجنون أو الكلام الهزلي أو أي وصف آخر، وعندما تحقق بالأمس بدا وكأن الأمر طبيعيًا، فلماذا حدث ذلك وكيف؟
طوال تاريخ مسابقة الكأس التي انطلقت سنة 1957م لم يلتقِ على نهائياتها إلا الأندية المصنفة بالكبيرة، أو تلك التي لها اسم في السجل البطولي، مثل الوحدة والاتحاد والهلال والأهلي والاتفاق حتى سنة 1974م حينما دخل النصر ثم الشباب 2008م، ليظل السجل صامدًا إلى سنة 2018م، الذي دون فيه التعاون اسمه ضمن الأبطال، لكن دون أن يكون طرفا النهائي مجتمعين من غيرهم.
الفيصلي بهزيمته للنصر وتأهله للنهائي في مواجهة التعاون، كسر قاعدة النهائيات، ليلتقي لأول مرة ناديان من أندية الوسط من خارج عمق السجل البطولي، صحيح أنه سبق لهما وأن لعبا على النهائي، لكن أمام أحد أبطال المسابقة عندما التقى التعاون بالنصر 1990م، أو الفيصلي أمام الاتحاد 2018م، كذلك التعاون أمام الاتحاد 2019م.
ما طرأ على نظام المسابقات الكروية من تحديث لبعض أنظمتها، التي تتعلق بزيادة عدد اللاعبين الأجانب من أربعة إلى ثمانية، والسماح للاعب الأجنبي في مركز الحراسة، ودخول مواليد السعودية من كل الجنسيات، مصحوبا بدعم مالي حكومي، أعاد ترتيب الأوراق الفنية من جديد، ومعه استطاعت بعض الأندية أن تصنع فرقًا قوية تنافس، وجعل المسابقات برمتها تعيش طفرة فنية انعكست على قوة التنافس.
التعاون والفيصلي كانا الأقرب إلى أن ينتقلا من خانة الدفاع عن حقوقهما في عدم تلقي الهزائم، إلى الهجوم من أجل كسب الغنائم، بدءًا بالمراكز المتقدمة ثم بالوصول إلى نهائيات الكأس إلى الحصول عليه، كما فعل التعاون، تتويجًا بأن يزيحا الجميع كبارًا وصغارًا أقوياء وضعافاً ويمنحان لنفسيهما مقعدي النهائي الأغلى قيمة تاريخيًا وماليًا.
لكن تحديدًا الفيصلي من غيَّر تاريخ المسابقة، لأنه كان سيلاقي النصر الذي لو لعب على النهائي سواء أمام التعاون أو الفتح لكان أمرًا عاديًا حدث أكثر من مرة، لكنه هزمه وصنع الحدث، والأكيد لو أن الفتح كسب التعاون وواجه الفيصلي لكان الأمر أكثر تأثيرًا على سجل البطولة، لأن الناديين لم يسبق لهما أن حصلا على هذه الكأس... النهائي بوجه جديد فماذا سيقدم خلاله من جديد آخر.