أحمد الحامد⁩
كلام في الفن
2021-04-09
أظن بأن هناك مرحلة جديدة في الأغنية المصرية، لا يقودها نجوم الأغنية الذين عرفناهم سنوات طويلة، بل أسماء جديدة جاءت بطريقة تفكير مختلفة وغير معتادة في التعامل مع فكرة الأغنية وتناولها للحالات العاطفية والإنسانية.
من يشاهد اليوتيوب ويتعرف جيداً على الأرقام الأكثر مشاهدة سيجد أن أغنية “داري” لحمزة نمرة تجاوزت 260 مليون مشاهدة، متجاوزة مشاهدات النجوم الذين بنوا نجوميتهم منذ الثمانينيات، في إشارة إلى أن المستمعين في حاجة لألوان فنية جديدة تلامس جوانب إنسانية لم يسلط الضوء عليها أو بأسلوب فني مختلف على الأقل، المهم جداً أن أغنية حمزة ذات قيمة وليست أغنية إيقاعات للفرفشة والرقص، كما أن أغنيته “فاضي شويه” التي قدمها قبل 3 أشهر فقط تجاوزت 110 ملايين مشاهدة، وهي في نفس القيمة الفنية لأغنية “داري” مع اختلاف الفكرة:
اسمع مني الساعه ديّه
مش وقت عتاب أو لوم
فيها إيه لو نرجع تاني
وبدال ماتكون وحداني
تسندني معاك وتقوم
فاضي شويه؟
نشرب قهوه ف حته بعيده
اعزمني على نكته جديده
وخلي حساب الضحكه عليّه
في العام 2013 غنت دنيا سمير غانم أغنية “قصة شتا”، حصدت هذه الأغنية أكثر من 60 مليون مشاهدة، ومع أن دنيا لم تعرف كمغنية إلا أن اختلاف شكل أغنيتها في تناولها للحالة العاطفية حقق لها هذا النجاح، كما أنه يشير على ما أعتقد بأن الأغنية القادمة ستكون مختلفة عما عرفت عليه طوال 40 عاماً.
نزلت من البيت في المطر
ومهمهاش برد الشتا
بقالو كم يوم مختفي
مش فاهمه ليه بيعمل كده
نزلت وراحت على مكان
كانوا فيه تملي بيسهروا
أول ماشافها بسلامو بان
ان مشاعره تغيرو
وقال كلام مكانش عارفه تجمعه
مزهوله بيه قاعده بتسمعه.
أتمنى ألا ينتظر الفنانون الشباب في الخليج كثيراً في تقديم أنفسهم على طريقتهم التي تشبههم، وألا يكونوا نسخاً مقلدة، وأن يتحلوا بشجاعة الاختلاف، لأنها من أهم الشروط التي يجب أن تتواجد في الفنانين.