الفارق بين هنري فورد كصانع وبين غيره من صنّاع السيارات في بدايات العشرينيات من القرن الماضي، أن هنري كان صانعًا مفُكرًا، لا يكفي أن يصنع سيارة جيدة، ولا يكفي أن يكون سعرها في متناول الجميع، بل حتى الموظفين في شركته يجب أن يكونوا في أحسن أحوالهم، ويُحسنوا التصرف في رواتبهم، ولا ينفقونها على الخمور أو القمار، وأن يعطوا من أوقاتهم لعوائلهم، لأن الاستثمار في العائلة استثمار حقيقي ومتين.
ولكي يتابع شؤون موظفيه أسس قسم شؤون الموظفين HR، ويقال إن شركة فورد أول من أسست هذا القسم. كانت عملية تصنيع السيارة تأخذ وقتاً طويلاً في شركته وفي الشركات المنافسة، ما جعل ثمن السيارة مرتفعاً، لكنه وأثناء زيارته لمصنع لحوم شاهد أن كل عامل مسؤول عن شيء معين فقط، لمعت الفكرة في رأسه وجعل من كل عامل في شركته مسؤولاً عن تركيب قطعة واحدة فقط، سرّعت الطريقة الجديدة تصنيع السيارة وصار تركيبها لا يستغرق سوى ساعات قليلة. وهذا ما أسس خط إنتاج السيارات المتعارف عليه اليوم، خفض فورد سعر سيارته من 950 دولاراً إلى 280 دولاراً، وبهذا التخفيض انتشرت سيارات فورد في الشارع الأمريكي وباع خلال 20 عاماً 16 مليون سيارة في أمريكا وملايين أخرى في بقية أنحاء العالم.
ملامح شخصية هنري فورد لم تتضح في نبوغه في الميكانيك عندما كان يصلح جرار مزرعة والده أو في تصليح الساعات، بل عندما امتلك الشجاعة وهو في عمر السادسة عشرة من عمره وقرر ترك الدراسة التي كانت علومها بعيدة عن اهتمامه، وعندما قرر ترك المزرعة التي كان يقول إنها تصلح لغيره لكنه لايرى نفسه مزارعاً، تحمّل في ذلك غيابه عن أسرته والعمل في المدينة، ثم العودة مرة أخرى لمزرعة والده لارتفاع تكلفة المعيشة في المدينة، حوّل جزءاً صغيراً من المزرعة إلى ورشة ميكانيكا، ثم عاد مجدداً إلى المدينة، في الثلاثين من عمره صنع أول محرك سيارة، وعندما أراد البدء في الإنتاج رفض أن يموّل نفسه من خلال البنوك، لأنه يرى بأنها مصيدة لا يمكن الخروج منها، ومعادلة غير عادلة، كان هنري فورد 1863- 1947 يعيش الحياة بأفكاره ويدافع عن قناعاته، حتى عندما صار ثرياً لم ينس مع استمتاعه بثروته أن يساهم لمجتمعه، له كتابات تعبر عن أفكاره، كتب معظمها في صحيفته التي أسسها “ديربون إندبندنت”، ومن كتاباته ما صار مقولات تجارية واجتماعية وإدارية منتشرة عبر الإنترنت، “معظم الناس يضيعون وقتهم في بحث المشكلة أكثر من البحث عن حل لها”، ومن أبرز مقولاته عن التجارة “النشاط التجاري الذي لا يحقق سوى المال نشاط فقير”، ومقولة لا تخص التجارة والإدارة فقط، بل تخص كل راغب في بداية جديدة “قبل كل شيء الاستعداد الجيد هو سر النجاح”.
ولكي يتابع شؤون موظفيه أسس قسم شؤون الموظفين HR، ويقال إن شركة فورد أول من أسست هذا القسم. كانت عملية تصنيع السيارة تأخذ وقتاً طويلاً في شركته وفي الشركات المنافسة، ما جعل ثمن السيارة مرتفعاً، لكنه وأثناء زيارته لمصنع لحوم شاهد أن كل عامل مسؤول عن شيء معين فقط، لمعت الفكرة في رأسه وجعل من كل عامل في شركته مسؤولاً عن تركيب قطعة واحدة فقط، سرّعت الطريقة الجديدة تصنيع السيارة وصار تركيبها لا يستغرق سوى ساعات قليلة. وهذا ما أسس خط إنتاج السيارات المتعارف عليه اليوم، خفض فورد سعر سيارته من 950 دولاراً إلى 280 دولاراً، وبهذا التخفيض انتشرت سيارات فورد في الشارع الأمريكي وباع خلال 20 عاماً 16 مليون سيارة في أمريكا وملايين أخرى في بقية أنحاء العالم.
ملامح شخصية هنري فورد لم تتضح في نبوغه في الميكانيك عندما كان يصلح جرار مزرعة والده أو في تصليح الساعات، بل عندما امتلك الشجاعة وهو في عمر السادسة عشرة من عمره وقرر ترك الدراسة التي كانت علومها بعيدة عن اهتمامه، وعندما قرر ترك المزرعة التي كان يقول إنها تصلح لغيره لكنه لايرى نفسه مزارعاً، تحمّل في ذلك غيابه عن أسرته والعمل في المدينة، ثم العودة مرة أخرى لمزرعة والده لارتفاع تكلفة المعيشة في المدينة، حوّل جزءاً صغيراً من المزرعة إلى ورشة ميكانيكا، ثم عاد مجدداً إلى المدينة، في الثلاثين من عمره صنع أول محرك سيارة، وعندما أراد البدء في الإنتاج رفض أن يموّل نفسه من خلال البنوك، لأنه يرى بأنها مصيدة لا يمكن الخروج منها، ومعادلة غير عادلة، كان هنري فورد 1863- 1947 يعيش الحياة بأفكاره ويدافع عن قناعاته، حتى عندما صار ثرياً لم ينس مع استمتاعه بثروته أن يساهم لمجتمعه، له كتابات تعبر عن أفكاره، كتب معظمها في صحيفته التي أسسها “ديربون إندبندنت”، ومن كتاباته ما صار مقولات تجارية واجتماعية وإدارية منتشرة عبر الإنترنت، “معظم الناس يضيعون وقتهم في بحث المشكلة أكثر من البحث عن حل لها”، ومن أبرز مقولاته عن التجارة “النشاط التجاري الذي لا يحقق سوى المال نشاط فقير”، ومقولة لا تخص التجارة والإدارة فقط، بل تخص كل راغب في بداية جديدة “قبل كل شيء الاستعداد الجيد هو سر النجاح”.